أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تنظيم داعش لم يأت من فراغ، فالفراغ الأمني في العراق ما بعد الغزو الأمريكي، بالإضافة للسياسة الطائفية المسيئة للنظامين السوري والعراقي وعدم الاكتراث الدولي بذلك، كل ذلك هيأ الأرضية لظهور داعش واستمرارها.

جاء ذلك في تقرير "هيومن رايتس ووتش" العالمي السنوي حيث تقوم المنظمة بمراجعة الممارسات المتعلقة بحقوق الإنسان في أكثر من 90 بلداً. وينتقد التقرير الحكومات التي تقوم بممارسات تنتهك حقوق الانسان تحت حجة الدواعي الأمنية.

ويقول المدير التنفيذي للمنظمة (كينيث روث) في مقاله الافتتاحي للتقرير" لقد قامت انتهاكات حقوق الإنسان بدور كبير في توليد أو مفاقمة الكثير من أزمات اليوم، وحماية الحقوق وضمان المحاسبة الديمقراطية هما مفتاح حلها" .

 سورية
تتحدث المنظمة في تقريرها عن الممارسات الوحشية التي قام بها نظام الأسد ضد السوريين حيث قام النظام "بالاعتداء العمدي الوحشي على المدنيين في المناطق التي استولت عليها المعارضة، كما أن استخدامها للأسلحة العشوائية عديمة التمييز ـ القنابل البرميلية في أشهر الحالات ـ جعل الحياة لا تكاد تحتمل بالنسبة للمدنيين."

وانتقد التقرير الموقف الروسي الذي استعمل حق النقض "الفيتو" أكثر من مرة لحماية النظام وبذلك تم تعطيل مجلس الأمن الذي وقف "متفرجاً في أغلب الأوقات، بسبب استخدام روسيا والصين لحق الاعتراض في وقف الجهود الموحدة لإنهاء المذابح".

ويرى التقرير أن الحملة العسكرية التي تشنها أمريكا ضد داعش ساهمت في تقليل الاهتمام بما يفعله نظام الاسد من مذابح وجرائم بحق الشعب السوري "سمحت الولايات المتحدة وحلفاؤها لعملياتهم العسكرية ضد داعش بمواراة الجهود المبذولة لحمل دمشق على إنهاء انتهاكاتها في الظلال".

بينما يسمح ذلك بإظهار داعش على أنها هي التي تقاتل نظام الأسد "ويسمح هذا الانشغال الانتقائي لمجندي داعش بتصوير أنفسهم أمام مؤيديهم المحتملين في هيئة القوة الوحيدة القادرة على التصدي لفظاعات الأسد."

 العراق
كما قالت المنظمة بأن رئيس الوزراء العراقي الجديد "حيدر العبادي"، الذي تعهد بممارسة حكم أقل إقصاءً، "فإن حكومته ما زالت تعتمد في المقام الأول على المليشيات الشيعية، التي تقوم بأعمال قتل وإبادة للمدنيين السنة وتفلت من العقاب. 

كما أن القوات الحكومية بدورها تعتدي على المدنيين وعلى المناطق المأهولة. إن إصلاح القضاء الفاسد المسيء، وإنهاء الحكم الطائفي بحيث يشعر السنة بأن لهم مكاناً في العراق، لن يقل أهمية عن العمل العسكري لوقف فظاعات داعش، إلا أن العبادي أخفق حتى الآن في تنفيذ إصلاحات أساسية".

 مرشد أخلاقي
ومما جاء في مقال روث "تخطئ بعض الحكومات فتنظر إلى حقوق الإنسان كرفاهية مخصصة لأوقات الرخاء، وليس كبوصلة أخلاقية ضرورية للتحرك السياسي. ومن ثم فإن الأجدر بواضعي السياسات في أرجاء العالم، بدلاً من معاملة حقوق الإنسان كقيد خانق على حريتهم في التحرك، هو أن يعترفوا بها كمرشد أخلاقي يهديهم سبيل الخروج من الأزمات والفوضى".     المصدر: أورينت نت عمر الخطيب