بعد عشرة أيام على العدوان الاسرائيلي في القنيطرة وأستشهاد مجموعة من قياديي حزب الله  رد الحزب يوم أمس في مزارع شبعا المحتلة مستهدفا عددا من الآليات التي تقل ضابطا وعددا من جنود العدو .
جاء الرد صاعقا بالرغم من الاستنفار والاحتياطات الامنية التي يتخذها العدو بعد عملية القنيطرة واستطاعت المقاومة من خلاله استعادة زمام المبادرة من العدو الاسرائيلي لتثبت من جديد جهوزيتها واستعداها على الجبهة الجنوبية للبنان و هي الجبهة الاساسية للعمل المقاوم والمكان الطبيعي للجهاد والشهادة .
استعاد حزب الله من خلال هذه العملية وبغض النظر عن مدى فشلها أو نجاحها بالمقاييس العسكرية إلا أن الحزب استعاد وهج مقاومته للعدو الاسرائيلي واستعاد ما كان افتقده على مدى ثلاث أو أربع سنوات بعد تورطه بالحرب السورية وتشويه صورة المقاومة وتلويثها بالوحول السورية .
كان الحزب بحاجة إلى مثل هذه العملية ليثبت من جديد للعالمين العربي والإسلامي أن بوصلة العمل المقاوم لا تزال على حدود الكيان الصهيوني وهي الجبهة الاساسية  التي ينبغي ان يعود إليها الحزب بعدما ما خسره من رصيد في العالمين العربي والاسلامي وحتى المحلي جراء تورطه في الحرب الى جانب النظام السوري خصوصا بعد ان اتخذت هذه الحرب صفة الحرب المذهبية بين السنة والشيعة .
تركت هذه العملية التي تفذها مجاهدوا المقاومة وتحديدا مجموعة شهداء القنيطرة آثارا كبيرة على الراي العام الشعبي محليا وعربيا واعربت مجموعات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي اعتزازها وافتخارها بهذه العملية وكأنها دعوة لحزب الله ليستعيد عمله المقاوم المشرف على جبهات العدو الاسرائيلي وحده وان لا يكون ولا بيوم من الأيام في مصاف المجموعات الإرهابية التي تتورط في حروب هنا أو هناك وان لا يكون عمله الجهادي دفاعا عن أي نظام ديكتاتوري مستبد .
إن هذه العملية في ابعادها الامنية والسياسية والشعبية ينبغي أن تكون في سياق استعادة القوة الشعبية العربية والاسلامية التي كان يتمتع بها الحزب قبل انصرافه للدفاع عن نظام بشار الاسد وينبغي ان تدرك قيادة المقاومة أن هذا الالتفاف الشعبي العربي والاسلامي الذي شاهدناه أمس واليوم بعد هذه العملية من شأنه ان يكون دعوة  للنظر في إعادة الحسابات في السياسات التي يعتمدها حزب الله في الساحة العربية من العراق الى اليمن الى سوريا وأن يعيد حزب الله النظر في سياساته لتكون منسجمة اكثر مع تطلعات الشعوب ومطالبها في التحرر من نير حكام العبودية والاستبداد  .

علي حرب