واجه حزب الله بعد عملية القنيطرة الاخيرة نوعين من المعلقين ، النوع الاول يمكن تسميتهم بالمغالين وهؤلاء يصفون حزب الله وكانه قوة عالمية تستطيع قلب الامور راسا على عقب ومواجهة كل القوى الدولية والاقليمية ورسم خريطة جديدة للعالم وكل المنطقة ويتوقع هؤلاء من حزب الله والمقاومة الاسلامية ان يشنا هجوما كاسحا على الكيان الصهيوني خلال ساعات قليلة من اجل الرد والانتقام لاستشهاد كوادره ومجاهديه في الجولان.

والنوع الثاني هم من الحاقدين او المحبطين الذين يعتبرون ان حزب الله اصبح عاجزا عن الرد وانه لم يعد قادرا على مواجهة العدو الصهيوني لانه غارق في الصراع في سوريا ولان قراره مرتبط بقرار القيادة الايرانية والتي لا مصلحة لها بالرد الان في ظل المفاوضات النووية.

وبين هؤلاء وهؤلاء بدأت تنتشر المقالات والتوقعات والروايات حول ما جرى وما سيجري رغم ان حزب الله حرص منذ اللحظة الاولى على اعتماد سياسة الصمت تجاه ما جرى وما سيجري.

وازاء كل ذلك يحتاج حزب الله ومحبوه ومن لا يحبه الى نوع من السياسة الواقعية في التعاطي مع الاوضاع وخصوصا في مواجهة العدو الصهيوني ومن يقف خلفه ومعه.

فنحن اليوم ازاء تطورات هامة ان في لبنان او سوريا او على مستوى المنطقة كلها واية مواجهة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات الميدانية والسياسية والشعبية، وبالمقابل فان الصراع مع العدو الصهيوني ليس صراعا انيا او محدودا بل هو صراع طويل المدى ومفتوح على كل الاحتمالات وهو لم يبدأ بعملية القنيطرة ولن ينتهي بعد الرد عليها.

ومن ضمن اسس المواجهة مع العدو الصهيوني ان لا تترك له ابدا الفرصة كي يكون مرتاحا او مطمئنا بل ان يبقى في حالة قلق وشعور بالخوف مما تحضر له المقاومة دون ان يؤدي ذلك الى المبالغة في تحديد القدرات والامكانيات في المواجهة.

ازاء كل ذلك ينبغي على المحبين او المغالين من جهة وعلى الحاقدين او المحبطين من جهة اخرى ان يتعاطوا بواقعية ازاء ما جرى او ما سيجري، لان اي قرار بالحرب الواسعة سيكون له تداعيات كبرى في كل المنطقة وفي العالم  وعدم الرد على الاستهداف الصهيوني للمقاومين سيكون له تداعيات خطيرة، وبين هذين الحدين ينبغي ان يكون الموقف ، اي ان لا يتم السكوت على هذه العملية والرد عليها بالشكل المناسب  وفي الوقت نفسه ان لا ننجر الى حرب واسعة يريدها العدو الصهيوني اليوم قبل الغد.

وبانتظار ان يعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموقف الواضح والحاسم يوم الجمعة المقبل فاننا جميعا معنيون ان نقف الى جانب المقاومة الاسلامية في مواجهة العدو الصهيوني دون مغالاة ودون كره فهذا الصراع صراع طويل طويل ولن ينتهي الا بزوال هذا الكيان الصهيوني.

قاسم قصير