أيام ثلاثة هي الفترة الزمنية الفاصلة بين الغارة الإسرائيلية التي شنتها مروحية من نوع اباتشي واستهدفت مجموعة من قياديي حزب الله أثناء قيامهم بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة في الجولان السوري وأدت إلى استشهاد ستة من المجاهدين كما جاء في بيان لحزب الله إضافة إلى قيادي إيراني وبين تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مقابلة أجراها معه الصحافي غسان بن جدو على محطة الميادين التي تتخذ من بيروت مقرا لها أن الغارات الاسرائيلية على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الأخيرة هي استهداف لمحور المقاومة والرد عليها أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت دون أن ينسى التذكير باستعراض القدرات الصاروخية التي تمتلكها المقاومة بما يخطر وما لا يخطر ببال إسرائيل على حد تعبيره. مصدر عسكري إسرائيلي نقل عنه أن الهجوم استهدف إرهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل كما أن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن الأشخاص الذين قتلوا كانوا يخططون لمهاجمة بلدات في شمال إسرائيل أو الاستيلاء عليها. وكان سبق الغارة الإسرائيلية على القافلة التابعة لحزب الله تطور أمني خطير في الجنوب اللبناني تمثل باعتداء إسرائيلي على الجيش اللبناني قبالة بلدة عيتا الشعب بقنابل مسيلة للدموع أسفر عن إصابة ثلاثة جنود بحالات اختناق. وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية ارنا أفادت ان الشهداء الذين سقطوا في الغارة هم ستة مجاهدين بينهم جهاد عماد مغنية نجل القائد الجهادي الكبير في حزب الله الشهيد عماد مغنية ومسؤول وحدة الرضوان أبو علي طبطبايي والقائد الميداني في الحزب محمد عيسى ومسؤول إحدى الوحدات الخاصة أبو علي رضا.

وعلى هامش هذه الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى ضربة موجعة لحزب الله أن الخطورة لا تبدو في العملية بحد ذاتها بل أن الأخطر هو مدى الاختراق الأمني الذي حققته إسرائيل في صفوف المقاومة الاسلامية خصوصا بعد الاعلان في وقت سابق عن الكشف على شبكة من العملاء الذين زرعتهم إسرائيل في مواقع قيادية وعلى مستويات رفيعة جدا في مراكز عسكرية وأمنية في المقاومة. وإذا كان من السابق لأوانه قراءة الحدث بطريقة متأنية ودقيقة مع تعدد القراءات السياسية والأمنية إلا انه يمكن تسجيل بعض الملاحظات والتساؤلات.

فالغارة الإسرائيلية شكلت أخطر ضربة توجهها إسرائيل إلى حزب الله في سوريا لما ستتركه من تداعيات عسكرية على الأرض قد تدفع بالأزمة السورية المستمرة منذ أربع سنوات إلى انفجار إقليمي شامل يعيد خلط الأوراق في منطقة الشرق الاوسط برمتها وبالتالي لا يمكن فصل الغارة الإسرائيلية عن سياق الأحداث الإقليمية الجارية. وقد اختارت إسرائيل التوقيت في وقت كان مفاوضون من إيران ومن الدول الغربية وعلى رأسهم أميركا يعاودن الجلوس معا في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووى الإيراني حيث تؤكد المعلومات الواردة من واشنطن ان كلا من الولايات المتحدة الأميركية وإيران يريدان إنجازه في آذار المقبل عوضا عن الموعد المحدد في الأول من شهر تموز.

كما ان الغارة أتت قبل شهرين تقريبا من موعد الانتخابات الإسرائيلية العامة التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلالها إلى الفوز بولاية رابعة. فيما لا يخفي معارضته لأي اتفاق نووي مع إيران.

مع محاولته اعادة الاعتبار للجيش الإسرائيلي الذي مني باخفاقات متتالية وارباكات لم يتعود عليها أثناء تصديه لعمليات المقاومة الاسلامية. وإذا كانت ترجمة تداعيات التصريحات التي أدلى بها السيد حسن نصرالله خلال مقابلته التلفزيونية هجوم سياسي عربي صادر عن الجامعة العربيه ضد حزب الله والغارة ا

لإسرائيلية على قافلة لقيادات في المقاومة الاسلامية فإن هذه التداعيات مرشحة للتفاعل أكثر على الساحة الإقليمية.

والخطورة الأكبر تكمن في لو ما أتت هذه التصريحات على قاعدة ( لو كنت أعلم ).

فإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم......