مرة أخرى يثبت حزب الله أنه يعمل وفق الأجندة الإيرانية وأنه مفردة من مفردات استراتيجيتها وبالتالى فإنه خاضع التوجهات السياسية الكبرى للجمهورية الإسلامية الإيرانية في منطقة الشرق الاوسط ألتي تدخل مرحلة جديدة من الترتيبات والتسويات الآيلة إلى صياغة نظام شرق اوسطي جديد تسعى ايران لالتهام موقع فيه يرضي طموح حكامها ويتلائم مع سياساتها المرتكزة أساسا على تصدير ثورتها ويناسب قوتها العسكرية ومكانتها كدولة فاعلة ومؤثرة ويتلائم مع ما تعتقده من امتلاك قدرة على التحكم بمصير دول المنطقة تنفيذا لمشروعها الإمبراطوري التوسعي واستعادة أحلام فارس القديمة. ففي ظل هذه الأجواء جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مقابلة أجراها معه الصحافي غسان بن جدو على محطة الميادين حيث بدا وكأنه رئيس دولة إقليمية وفاعلة وليس رئيس دويلة حزب الله اللبنانية فتناول جملة ملفات إقليمية وتطرق إلى الوضع في البحرين فأشار (إلى أن المعارضة ابلغتنا باستعدادها للحوار مع السلطة وسعرها لذلك وهناك دول أخرى سعت للحوار في البحرين لكنها لم تتوصل إلى حل لأن السلطة رفضت وأضاف أن الجواب السعودي لمساعي الحوار هو أن الحل الوحيد في البحرين هو عودة الناس إلى بيوتهم ولم نترك بابا لإقناع السلطة في البحرين بالحوار ولجأنا إلى إيران في ذلك لكنها تمت مهاجمتها بتهمة التدخل ولم ينسى السيد نصرالله التذكير بأن أهم قادة وزعماء المعارضة البحرينية هم في السجون ورمز من قناة خرق الديمقراطية في البحرين عندما أشار إلى أن رئيس الوزراء هناك يتحفظ بمناسبه منذ أربعين سنة ). السلطات البحرينية اعتبرت كلام السيد نصرالله تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية فلجأت إلى جامعة جامعة الدول العربيه لتقديم شكوى بذلك. حيث كشف مصدر دبلوماسي عربي مسؤول ان وزراء الخارجية العرب ناقشوا خلال الجلسة المغلقة التي أعقبت الجلسة الافتتاحية لاجتماعهم الطارئ بمقر الجامعة العربيه مشروع قرار يدين تدخل حزب الله اللبناني في الشأن الداخلي البحريني. وقال المصدر في تصريح له أن مشروع القرار تقدمت به مملكة البحرين ويتضمن ادانة صريحة للتصريحات الأخيرة الصادرة عن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله والتي تناولت الشأن البحريني باعتبارها تدخلا سافرا وغير مقبول في شؤون المملكة. كما يعتبر مشروع القرار ما ورد على لسان نصرالله تحريضا على العنف في مملكة البحرين ويتعارض مع كافة الاعراف والمواثيق الدولية والإنسانية وأشار المصدر إلى أن مشروع القرار يلقى تأييدا عربيا واسعا باستثناء العراق ولبنان اللذين تحفظا عليه... لا شك أن السيد حسن نصرالله لا يعبر عن الموقف الرسمي اللبناني بل يعبر عن عن التوجهات السياسية الكبرى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن الطبيعي ان كلامه يسيء إلى العلاقات اللبنانية مع المحيط العربي. فايران التي أمسكت بمفاصل أربع عواصم عربية ( بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء ) فإنها عبر اداتها اللبنانية حزب آلله تسعى للإمساك بالبحرين لكن الطريق إلى المنامة لا يبدو سالكة بل أنها شائكة ودونها الكثير من العراقيل والعقبات العربيه.........