بعد مضي أربعة أيام على الخطاب التاريخي الذي ألقاه النائب علي مطهري في البرلمان الإيراني وأثار ضجيج نواب محافظين متشددين لم يسمحوا له بإنهاء خطابه، يأخذ هذا الحدث أبعاداً جديدة وأصبح موضع نقاش حادّ بين مؤيد ومعارض.

كرّر مطهري خلال خطابه رفضه لاستمرار إخضاع الزعيمين المعارضين موسوي وكروبي تحت الإقامة الجبرية من دون إصدار أي حكم قضائي عليهما وانتقد تصرف النظام معهما بلهجة شديدة دون الإكتراث بتصريح المرشد الأعلى الذي اعتبر بأنه تفضل عليهما ببقائهما تحت الإقامة الجبرية، إذ لو يتم محاكمتهما سيكون الحكم عليهما أشد قسوة.

وبسبب خطاب مطهري المثير للجدل، وجد رئيس الجلسة، نفسه مضطراً لإيقاف خطابه وتعطيل الجلسة، في مخالفة صريحة للدستور الذي يعطي الحصانة للنائب سواء في ما يريد التعبير عنه في البرلمان أو خارج البرلمان، وبادر نواب متشددون بخلق فوضى وإطلاق ضجيج وعدم السماح باستمراره في الخطاب.

وخلال الاشتباكات، بين مطهري والفئة المهاجمة جرحت يدا مطهري، وبادر نائب بخطف نص خطاب مطهري وتمزيقه وهتف عدد من النواب بشعار الموت للمنافق.

تحول هذا الخطاب إلى أهم موضوع متداول بين مختلف أطياف الشعب وألقى بظلاله على موضوع المفاوضات النووية، وبينما يتمشى وزيرا خارجيتي إيران والولايات المتحدة في شواطئ جنيف، بعد لقائهما، يبدو أن خطاب مطهري في الدفع عن حقوق المواطنين، اجتذب اهتماماً إعلامياً يفوق المفاوضات النووية في الدفاع عن حقوق إيران النووية.

اعتبر عطاء الله مهاجراني خطاب علي مطهري بأنه أهم خطاب ألقي في تاريخ البرلمان الإيراني حتى الآن ووصف الأخير بالشجاعة والفتوة.

ومن سخرية القدر، أن هناك من بين النواب، من أقدم على رفع دعوى قضائي ضد مطهري، بسبب الإهانة للبرلمان، وفقهم، ويقال إن عددهم يصل إلى خمسين. هذا ويحلف النواب في بدأ عملهم بأنهم سيدافعون عن حقوق الشعب، ولكن هؤلاء النواب، ليسوا قادرين على الدفاع عن حقوق الشعب، بل ويصدون طريق نائب يريد القيام بواجبه في الدفاع عن حقوق المواطنين عملاً باليمين الدستوري.

ولكن الهجوم الإعلامي الذي شنّه المحافظون، لم يدفع مطهري بالانسحاب فحسب، بل إلى المزيد من الاندفاع، حيث أنه ألمح إلى أن النواب المشاغبين في البرلمان، مثلهم مثل أصحاب يزيد في يوم عاشوراء، لم يسمحوا للإمام الحسين بإلقاء الخطاب وأثاروا الضجيج من حوله.

ويحتفظ مطهري بحقه في إكمال خطابه الذي لم يتح له الفرصة بإكماله، بفعل ضجيج النواب المحافظين.

ورغم توقع بعض المصادر بإطلاق مظاهرات احتجاجية ضد علي مطهري بعد إقامة صلاة الجمعة في طهران، إلا أنها انتهت بمظاهرات ضد الرسوم الكاريكاتيرية المسيئ للنبي الإسلام.

ومن الواضح أن قضية الزعيمين للحركة الخضراء لن تمح من ذاكرة الشعب، ولا يوجد حل لها، إلا الإفراج عنهما ولا شك أن الإفراج عنهما اليوم أفضل من غد وأكثر إيجابية على الجميع.