أدلى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونيّة جاء فيه:

 

 أياً كانت الجهة التي تقف خلف التفجير، فإن الحزب التقدمي الإشتراكي يدين إدانة مطلقة العمل الارهابي الذي إستهدف المواطنين الأبرياء العزّل في جبل محسن وهو عمل يرمي إلى ضرب الاستقرار في طرابلس بعد أن كانت القوى الأمنية والجيش اللبناني قد نجحت في إعادة الاستقرار والهدوء إلى المنطقة وتوقفت جولات القتال المتتالية التي شهدتها المدينة. ولا شك أن وعي أهل طرابلس وحكمتهم وإصرارهم  على  العيش الواحد يساعد على حفظ هذا الإستقرار. كما لا بد من الإشارة الى الخطوة الإيجابية التي تمثلت بزيارة وزير الداخلية الى منطقة التفجير ومواقفه التي أعلنها هناك.

 

ولا بد للمرء أن يتساءل عن الأهداف والدوافع الحقيقية التي تقف خلف هذا العمل. فهل هدف تلك الجهات إستهداف العلويين أينما وجدوا أم العمل على تغيير النظام السوري تمهيداً لإقامة سوريا حرة ديمقراطية تعددية؟ لقد عانى العلويون في سوريا، مثل كل طوائف ومذاهب سوريا، من بطش النظام وسياساته الهوجاء التي دفعت البلاد نحو الحرب الأهلية. ولقد جر النظام الطائفة العلوية إلى الهاوية وكبدها خسائر كبيرة على كل المستويات حفاظاً على بقائه وإستمراريته بأكلف الأثمان.

 

من هنا، فإن أي عمليات مماثلة لاستهداف العلويين تصب في مصلحة النظام لأنها قد تدفعهم تلقائياً للالتصاق به بينما المطلوب هو توسيع القاعدة المناهضة للنظام لتضم جميع الاتجاهات السورية ومن ضمنها الطائفة العلوية التي لا تنقص معاناتها عن معاناة سائر أبناء الشعب السوري. لذلك، من الضروري جداً إعادة تصويب أهداف الثورة السورية من حيث إنطلقت للتسريع في إستبدال هذا النظام الديكتاتوري حتى الوصول الى سوريا ديمقراطية تعددية متنوعة.

 

في مجال آخر، ومع تكرار إداتنا الكاملة للعملية الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية وتأييدنا للتظاهرة المليونية رفضاً لها، ولكن أليس من سخرية القدر أن يتصدر المظاهرة ضد الارهاب الإرهابي الأول في العالم بنيامين نتنياهو وهو من يقود النظام الصهيوني الذي مارس أبشع المجازر بحق فلسطين والعرب منذ عقود دون أن يُردع ممن يسمى المجتمع الدولي؟

 

ألم يكن من الأجدى لرئيس السلطة الفلسطينية الذي يعاني والشعب الفلسطيني من الإرهاب والإحتلال الإسرائيلي أن ينظم مظاهرة شعبية في رام الله إستنكاراً لمجزرة باريس ولمجازر إسرائيل بحق الفلسطينيين بدل أن يقف في الصف الأمامي الى جانب رمز الإرهاب والإجرام نتنياهو الذي حوّل بحضوره هذه المظاهرة كل الانظار عن الإرهاب الإسرائيلي؟ لقد آن الأوان لوقفة وطنية تعيد الأمور الى نصابها وتضع حداً لكل التنازلات السياسية المتتالية.

 

وكم هو غريبٌ ألا تتحرك الشعوب العربية في مظاهرات شعبية رافضة ومستنكرة للإرهاب على مشارف مرحلة ستزداد فيها الموجة الفاشية والعنصرية تجاه العالم العربي والإسلامي، بينما كان المطلوب بعث رسالة واضحة للعالم أن العرب والمسلمين يرفضون هذه الممارسات البربرية ويدينوها.



المصدر :الأنباء أون لاين