أوحى الرئيس نجيب ميقاتي أنه يتجه نحو تشكيل نواة معارضة للحكومة التي اعتبرها في تصريح له خلال وجوده في طرابلس أمس، «أنها شبه مستقيلة من تحمل مسؤولياتها».
وكان ميقاتي مهّد قبل فترة لهذه المعارضة، باشاراته الدائمة الى الحرب التي شنّها «تيار المستقبل» على حكومته كونها كانت بالشراكة مع «حزب الله» ومحاولته الدائمة تعطيلها، في حين أن «المستقبل» لن يتوانى عن شراكة «حزب الله» عندما أتيحت له الفرصة ضمن حكومة المصلحة الوطنية.
يؤكد ميقاتي في مجالسه الخاصة على العلاقة المتينة التي تربطه بالرئيس تمام سلام «الذي يبذل الجهود من أجل تماسك حكومته. لكن ذلك لا يمنع أن الحكومة باتت مفخخة من الداخل في ظل الخلافات التي تعصف بين الوزراء والتسابق الى تسجيل النقاط على بعضهم البعض، فيما البعض الآخر يبدو غير معني بما يجري ويلتزم الصمت».
وتقول أوساط ميقاتي لـ «السفير» إن معارضته للحكومة ستكون معارضة بنّاءة هدفها لفت النظر الى الخلل القائم والذي يدفع اللبنانيون على اختلاف توجهاتهم وطوائفهم ثمنه، فضلا عن حماية لبنان من المخاطر التي تحيط به، وهي لن تكون كالمعارضة السابقة الهدامة التي كادت أن تحرق الوطن لتحقيق قاعدة «قم لأجلس مكانك».
وتلفت هذه الأوساط النظر الى أن الحكومة لا تستطيع التوافق على قضية مثل قضية النفايات، فكيف يمكن لها أن تعالج الأوضاع الخطيرة التي يعاني منها لبنان؟
وكان ميقاتي أمضى يوما طرابلسياً في دارته في الميناء، حيث استقبل شخصيات وفاعليات طرابلسية وشمالية ووفودا شعبية، وأكد أنه يمد يده الى الجميع «لنضع مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارات والحسابات، ولنذهب معا الى التصدي للاستحقاقات الدستورية، وأن نخرج هذه الاستحقاقات من البازارات المفتوحة على المقايضات والتبادلات المصلحية الذاتية، التي وللأسف يمتهنها البعض في هذه المرحلة».
وقال: «كل هذا لا يعفي احدا من الالتفات الى مصالح الناس، والمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الحكومة، التي مع الأسف، تبدو شبه مستقيلة من تحمل مسؤولياتها حيال الحد الأدنى من مطالب المواطنين واولوياتهم واحتياجاتهم الضرورية الضائعة في المناكفات والمزايدات بين هذا الوزير وذاك».
ورحب ميقاتي باعلان «تيار المستقبل» عن حصول تقدم في الحوار بينه وبين «حزب الله»، وأمل ان يحقق الأهداف المرجوة، ولا سيما تخفيف التشنجات السياسية وتنفيس الاحتقان المذهبي.