ساوى الارهاب باريس بكل من بغداد ودمشق وعدن وذلك بارتكاب جريمة ضد حرية الاعلام وذلك عبر هجوم نفذه مسلحان ضد مجلة " شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة وطاقمها التحريري بمن فيهم رئيس التحرير وأربعة رسامي

كاريكاتور اثناء اجتماع التحرير اليومي في الحادية عشرة قبل الظهر بالتوقيت المحلي، فقتل 12 شخصا بمن فيهم شرطيان وجرحوا 11 ونجحا حتى الان في الهرب وتبحث الشرطة عن سبعة أشخاص ساعدوا المنفذين في عمليتهم.

  نجح الهدف من هذه العملية الارهابية وهو إسكات هذه المجلة، غير ان البعد هو تهديد الحرية الإعلامية وتقييدها ومحاسبة الصحافي المختلف في الرأي بقتله. اما الأخطر في هذه الجريمة الارهابية التي تضرب أوروبا فيتمثل في انتقال عدوى التطرف الديني وانتقاد الدولة الإسلامية لتحريفها الممارسات الدينية بتصفية المنتقد اي ان "نفوذها" وصل الى قلب العاصمة الفرنسية، فهل سيتوسع في فرنسا وهل من خلايا نائمة كانت تعد وحان وقت استيقاظها؟  

ويقول احد الخبراء في مكافحة الارهاب لـ"النهار" ان ما جرى امس هو خرق للتدابير الاحترازية القصوى التي كانت تتخذها السلطات الفرنسية وان رفع مستوى التأهب الذي اتخذ في أعقاب وقوع الجريمة لا يمكن ان يؤدي الى كشف مثل هذه الخلايا الارهابية، نظرا الى كثرة الشباب المؤيد لتيار الدولة الاسلامية وهم فرنسيون من أصول جزائرية او تونسية او مغربية وليس فقط الذين قاتلوا في سوريا او العراق ويحتاج تعقبهم الى الالاف المتخصصين في مكافحة الارهاب". وأضاف: "ليس من المستبعد ان يشن مسلحون عمليات تصفية في دول اوروبية اخرى كبريطانيا او دول تشارك في التحالف الدولي الذي يشن هجمات دولية على مقاتلي داعش في العراق".

 

    وكان لتلك الجريمة وقعها القوي على لبنان الذي اهتز حكومة وشعبا ليس فقط لفظاعتها وتنفيذها بحرفية عالية في وضح النهار وتمكن منفذيها من الهرب، بل ايضا لان بيروت هي عاصمة الاعلام الحر في البلاد العربية وما اقدم عليه متطرفون ضد المجلة الفرنسية الساخرة ضد توجهاتهم يمكن ان يطبق ضد وسائل أعلام ساخرة في لبنان مع التذكير ان الكاريكاتور في تلك الوسائل من المكتوبة الى المرئية له موقعه ووقعه.

ومن الملاحظ ان معظم الرسميين والفاعليات السياسية استنكرت تلك الجريمة واعتبرتها انها ضد الدين ولا تخدمه بل تؤذيه. وعلمت "النهار" ان أوامر مشددة أعطيت للأجهزة الأمنية لرفع مستوى الرقابة والرصد في محاولة لمنع تنفيذ اي جريمة ارهابية في الداخل والتمكن من احباط اي هجوم جزئي او شامل على جبهة عرسال.