من السذاجة بمكان أن لم نقل انه من الغباءالتصديق بأن الحوار الذي انطلق منذ ما يقارب الأسبوعين بين حزب الله وتيار المستقبل يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية ملموسة على مستوى إيجاد الحلول الناجعة والواقعية للأزمات والمشاكل المتشابكة والمتراكمة الحادة التي كادت أن تؤدي بالبلد للوقوع بين براثن الحروب الأهلية وذلك لسبب بسيط وهو ان مسيرة هذا الحوار ما كادت لتنطلق لولا وجود توافق إقليمي ودولي للحد من الانزلاق نحو المزيد من التعقيد والتازيم وتوسيع هوة الخلافات الداخلية ألتي قد تؤدي الى انفلات حبل الأمن ووضع البلد على حافة الانهيار ولولا وجود مظلة دولية تقي لبنان من انفلات اي شرارة من لهيب نيران الحروب المشتعلة في محيطه العربي وخصوصا في سوريا والعراق.

فالحوار جاء بقرار خارجي ولم ينطلق بناءا على إرادة وطنية ورغبة صادقة لدى الأطراف اللبنانية وقرار حاسم لزعماء الطوائف للجلوس إلى طاولة المفاوضات والبحث الجدي وبنوايا حسنة لإيجاد حلول للمشاكل المعقدة والمتراكمة والعالقة التي ضربت الامن والاستقرار والاقتصاد وجمدت مسيرة الحياة في البلد وفتحت أبواب الفساد على مصراعيها في كل مؤسسة وكل دائرة وكل مرفق من مرافق الدولة.

وأما البنود المدرجة على جدول اعمال جلسات الحوار فلا تشمل المواضيع الخلافية بين فريقي الصراع في البلد ويأتي في مقدمة هذه المواضيع الخلافية انخراط حزب الله في الحرب السورية إلى جانب النظام الأمر الذي أدى إلى زج البلد في الصراعات الإقليمية بحيث يصعب معها الالتزام بسياسة النأي بالنفس وتجنيبه ارتدادات الحروب المشتعلة في محيطه العربي وخصوصا في سوريا ألتي تفاعلت على أيدي الجماعات الإرهابية والتكفيرية المسؤولة عن سلسلة من التفجيرات الأمنية والمعارك ضد الجيش اللبناني.

ومن المواضيع الخلافية مسالة سلاح حزب الله الذي تجاوز بمفاعيله الساحة الداخلية إلى الملعب الاقليمي إذ ان البحث فيه لم يعد بيد اللبنانيين بل تعداهم إلى الأطراف الإقليمية و الدولية وهذا ما المح إليه رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان عندما قال أن دور حزب الله في الصراع يصل إلى حدود دور دولة.

وكذلك من الملفات ألتي لم يشملها الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ملف المحكمة الدولية الذي يعتبر مشكلة خلافية سواء لجهة التمويل أو لجهة الإقرار بأحكام هذه المحكمة.

وأما ما يروج له المتحاورين عن جوانب إيجابية لهذا الحوار قد تحد من منسوب الاحتقان المذهبي والشحن الطائفي فليس أكثر من بروباغندا إعلامية تبقى قاصرة حتى عن إنجاز أكثر الملفات إلحاحا للحل وهو ملف الاستحقاق الرئاسي. فيكفي اللبنانيون تلاعبا بمشاعرهم واستخفافا بعقولهم واستغباءا لهم............ ........