ليست تحذيرات المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الأولى من نوعها لمسؤول لبناني غير مدني, خصوصاً للمعنيين بالملف الأمني. 

وتأتي المعلومات المنبهة إلى تصعيد أمني خطير مقبل على لبنان, من الأجهزة الأمنية اللبنانية, ومن مصادر استخباراتية عربية وغربية, وكلها تتقاطع على أن الساحة السورية ستشهد هذا العام تطورات سياسية وعسكرية, ستنعكس سلباً على لبنان. 

وجاءت الأحداث العسكرية في الأيام القليلة الماضية على جبهة فليطا في القلمون السورية, حيث شنت “جبهة النصرة” هجوماً على أحد مواقع النظام السوري و”حزب الله”, لتشكل أول غيث هذه التطورات المنتظرة. 

وإذا كان لمعارك القلمون أجندة وأسباب خاصة بها, تتعلق بالوضع الخاص لهذه الجبهة, فإنه لا يمكن فصلها عن السياق العام للحرب في سورية, سيما مع تقدم قوات “داعش” بقوة في هذه المنطقة, حيث من المنتظر أن تصبح القوة الأولى هناك, وعلى تماس مباشر مع الحدود اللبنانية. 

ويخشى المراقبون العسكريون, من أن يحيي تنظيم “داعش” مخططه الانتحاري وإيجاد منفذ بحري, لما يسمى “الدولة الإسلامية” عبر اختراق الأراضي اللبنانية, وصولاً إلى شاطئ عكار. وهو مخطط لم تتجرأ “جبهة النصرة” سابقاً على الخوض فيه. وهذا الأمر لو حدث, سيضع كل خط الحدود اللبنانية السورية في مرمى النار. 

وفي السياق نفسه, فإن اللواء ابراهيم جدد التحذير من نقل المعركة إلى الداخل, من خلال العودة إلى استهداف مناطق نفوذ “حزب الله” في الداخل بتفجيرات جديدة, بالإضافة إلى تحرك خلايا نائمة قد تساند “داعش” في مسعاها. 

ورأى مصدر مطلع أن ابراهيم قصد إطلاق هذه التحذيرات علانية, ولم يكتف بالعمل سراً لتشديد الإجراءات الأمنية, وذلك لأنه شعر أن ثمة تراخياً لدى بيئة “حزب الله” على الصعيد الأمني الوقائي, مع ازدياد النقمة الشعبية على تورط الحزب في سورية, والاستياء الشديد من الخسائر التي يتكبدها الحزب, وآخرها القتلى الخمسة الذين سقطوا في فليطا.