إنه المخطط الأميركي الذي رسمته أيادي السي آي اي الهادف الى تقسيم المنطقة بعد أربع سنوات ونيف على الحرب الدائرة في سوريا والمنطقة، وبدء ما يسمّى بالربيع العربي. إنها أدمغة وعقول مخابرتية غربية تفتش دائماً عن مصالحها ومصالح إسرائيل...

وكل ما نشهده الآن من إعلان الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ما هو إلا لذر الرماد في العيون وإيهام العالم والرأي العام الأميركي والدولي أن واشنطن هي قائدة الحرب على داعش، فيما الحقيقة هي احتواء داعِش والإستفادة منها في مواقع لا تمسُّ المصالح الأميركية.

وبعد أشهر على انطلاق الحملة على داعش، هل تغير شيء؟ ما هي المعادلات الجديدة التي فرضها الميدان؟ لا شيء بل إنّ كل التنظيمات الإرهابية كالنصرة وغيرها استطاعت داعش استيعابها، إما عبر سلطتها أو بالقوة، فعلامَ يدلُّ ذلك؟ هو يدل على خديعة أميركية لها هدف بعيد تعمل عليه منذُ اندلاع شرارة الأزمات في المنطقة. فما معنى أن يتحدث بالأمس مسؤول أميركي رفيع المستوى عن الدعوة الى تأليف جيش سني شعبي في العراق؟ وما معنى أن يدرب الأردن آلاف المقاتلين بإشراف الإستخبارات الأميركية؟ وما معنى أن تدرب تركيا أيضاً الآلاف من المقاتلين الأجانب على أرضيها؟ أليس هذا كله بعلم واشنطن؟

هذه الأوراق الضاغطة التي تسعى واشنطن لاستثمارها ستكون حاضرة في الميدان إن فشلت المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية في الأسابيع المقبلة وإنْ لم يتوصّل الجانبان الى حل يجنب المنطقة مزيداً من الكوارث، فإننا قادمون على مرحلة خطيرة يكون التقسيم فيها أوّل الأهداف الأميركية بدءاً من العراق وصولاً الى سوريا وحتى تركيا لن تسلم منه...

إنها مرحلة تجميع الأوراق لتكون أداةً قوية على طاولة المفاوضات النووية ... لكن السؤال الأبرز: أين سيكون لبنان وما موقعه إن حصلَ التقسيم؟ الأيام القادمة ستكون حتماً حُبلى بالمفاجآت الكبرى فلننتظر ما هو آت.