لفتت أوساط ديبلوماسية مطلعة إلى أن المساعي الفرنسية جدية بالنسبة إلى البحث عن مخرج لأزمة الرئاسة الاولى في لبنان على قاعدة رئيس توافقي من خارج الاصطفاف الحاد بين 8 و14 آذار. وتقول الأوساط لـ «الأنباء» إن الاتصالات الفرنسية مع دول المنطقة وفي طليعتها ايران كذلك مع سائر القيادات اللبنانية مهمة جدا من هذا القبيل، وهي تساعد في دفع الأمور باتجاه انضاج تفاهم على مختلف المستويات حول شخصية الرئيس التوافقي العتيد.

إلا أن الاوساط المذكورة تؤكد أن القرار النهائي بالنسبة الى انضاج اي تفاهم قابل للتحقق لا يضعه في نهاية المطاف إلا الاميركيون والإيرانيون.

وتوضح أن طهران وواشنطن هما اللتان تمسكان أساسا بأوراق اللعبة في لبنان وسورية والعراق وسائر الدول المحيطة، وأن أي افراج عن الرئاسة الأولى لن يتم إلا بعد اتمام التفاهم بينهما على مختلف الملفات بدءا من الملف النووي، الا اذا كانتا ستلجآن الى الاتفاق بالقطعة على ايجاد مخارج، مما يعني عندها أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني سيحصل بمعزل عن قضايا اخرى ستبقى معقدة في لبنان وخارجه.

وتشير الاوساط عينها الى ان انخفاض سعر برميل النفط يزيد من التعقيدات والصعوبات أمام ايران التي تسعى ديبلوماسيتها لكسب أكبر مقدار من الايجابيات أقله للتخفيف من الخسائر والايحاء بأنها قادرة على عقد تفاهمات في كل الاتجاهات بينها مع الفرنسيين، الا ان العين الايرانية تبقى على واشنطن التي عندها الكلمة الفصل في نهاية المطاف، مؤكدة ان في هذه الوضعية يكمن بيت القصيد.