ليست هي المرة الأولى التي يعد فيها الرئيس بري اللبنانين " بعيدية " ،، فأبو مصطفي يعشق توزيع الهدايا ويحب تعميم الافراح، علّه بذلك يسترجع شيئا من دوره المفقود هذه الأيام في غمرة الاحداث والتطورات ذات الطابع الإقليمي الطاغية على كل ما هو محلي.

وامام تسونامي الاحداث الكبرى التي نشهدها في المنطقة ومواقف بري منها، والتي لم ترق كثيرا للاعبين الكبار وبالخصوص للنظام السوري الذي فرض على جميع اتباعه في لبنان الانخراط الكلي بتفاصيلها بدون السماح لهم باي هامش لبناني يصرّ رئيس مجلس النواب على الاحتفاظ  به عكس كل الاخرين مما خلق هذا الفتور الواضح بين الرجل وبين هذا النظام فأدّى الى تراجع واضح بحجم التأثير وبالدور الذي كان مناط به في مراحل سابقة.

وهذا ما عرّض ويعرض على الدوام مصير الكثير من العيديات التي كان يعد بها الرئيس بري الى التحطيم والتكسير بمطرقة النظام السوري التأديبية،

هذا ما حدث لعيدية الفطر التي وعدنا بها بعد عودته من زيارته الناجحة الى المملكة العربية السعودية ولقائه الملك عبدلله،  فلم يُنتخب رئيس ولا من ينتخبون.

وعيدية تأليف الحكومة التي كان وعدنا بها بعد عودته من دولة الكويت التي زارها معزيا برجل الاعمال المعروف ناصر الخرافي،  والتي هي الأخرى لاقت نفس مصير صاحبتها الأولى حيث لا حكومة شُكلت يومها ولا من يشكلون

وكذلك حال العيدية التي وعد بها موظفي  القطاع العام بإقرار السلسلة الموعودة، مما اضطره للاستعانة بالمثل المعروف " الجمّال بنية، والجمل بنية " بل ذهبت الأوضاع الى ما كادت ان تشبه الكارثة بتأخير دفع الرواتب , فلا سلسلة اقرت ولا من يقرون.

وان كنت انسى فلا انسى هنا وعده بعيدية تلزيم شركات النفط  والبدء بالتنقيب واستخراج ثروتنا المغمورة، فلا تنقيب ولا من ينقبون.

والان وبعد ان اطلق وعده الجديد بعيدية بدء الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، فصرنا نخشى على هذا الحوار او على الأقل الخشية  الشديدة من السعي الى تأخيره الى ما بعد الأعياد فقط  من اجل تحطيم مرة جديدة عيدية الرئيس بري تحت مطرقة النظام السوري .