في استقبال المملكة العربية السعودية لقائد القوّات اللبنانية سمير جعجع بُعداً يتجاوز حدود الزيارات الطبيعية أو الدبلوماسية كما أن الحفاوة الخاصّة من قبل قيادة المملكة للحكيم ليست من شيم وكرم العرب بقدر ماهي تعبير خالص عن اهتمام المملكة بضيف حليف لها في لبنان واستثنائي لاعتبارات عديدة وفي مُقدمتها ثبات القوات على مواقفهم وعلى تحالفاتهم وعدم المساومة مع أحد على المبادىء أو التجارة مع الآخرين في سوق السياسة المفتوح في لبنان وعلى مصرعيّه .

بعض المصادر المطلعة على الزيارة تؤكدّ اهتمام المملكة بمواقف جعجع الحكيمة والتي لاتخضع لشراء أو بيع كما هو حال الأطراف المسيحيّة الأخرى والتي مسحت حبر تواقيعها بألسنتها في لحظة مقايضة على السلطة -في اشارة منها للتيّار الوطني الحر - ولم يعاد القرار1559أحد بنات أفكار عون ولم يعد النظام السوري عدو لبنان اللدود.

وتفيد المصادر المذكورة بأن ثمّة متانة في العلاقة التاريخية ما بين المملكة والقوّات والزيارة هي مظهر من مظاهر التعبير عن أهمية هذه العلاقة الاستراتيجية والتي يراد لها أن تستمر وأن تنعكس بشكل مباشر في التركيبة السياسية اللبنانية والتي تتحكم فيها الآن المملكة وبقدر كبير بعد أن أيقن الايراني غلبة المملكة عليه في الحروب المفتوحة في المنطقة وخاصة تلك االمشتعلة في العراق وسورية واستحواذ السعودية على نتائج الربيع العربي وفي مقدمتها النتيجة المصرية الرابحة لسياسات السعودية في المنطقة الأوسطية .

من هنا يمكن اعتبار قائد القوّات اللبنانيّة أحد أركان المشروع السعودي وقد مُنح  عمليّاً لقب الشيخ أسوة بالشيخ الحريري وبات الحكيم شيخاً أصيلاً من شيوخ المملكة وبناءًا عليه سيكبر رصيد القائد في بورصة السياسة لا في بورصة الرئاسة فقط لأن دعم المملكة للقوّات سيؤثر في المنافسة المسيحيّة على شعبية متصلة بمادة الخدمات وببعدعربي حريص على وجود مسيحي بات على باب الانقراض اذا ما بقيّت تيّارات مسترخصة للمواقف المأجورة تلعب بورقة الأقليّات بطريقة خاسرة تشجع المتطرفين على استكمال مسلسل الخلاص من مكونات منحازة لصالح سياسات غير منسجمة مع الواقع الجغرافي والديمغرافي وتخدم استراتيجيّات بعيدة عن المصالح العربية .

وتختم هذه المصادر قائلة : بأن دوراً مُضاعفاً شُجع عليه الحكيم من قبل شيوخ الرأي في المملكة وعليه سيكون دور قائد القوّات أكثر فعالية مما مضى لأن المرحلة تتطلب موقفاً مسيحيّاً رياديّاً بعد أن تمّ طمسه من قبل

المسيحيين أنفسهم وأخصامهم ممن لايؤمنون بمسيحية فاعلىة وحيوية في المجتمع والدولة العربية .

لن نقول شيئًا لهذه المصادر لأننا ننتظر جديد قائد القوّات اللبنانيّة بعد أن أصبح شيخاً في مملكة قادرة على جعل الشيخ رئيساً أيضاً