تستمر التحضيرات لانطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله برعاية الرئيس نبيه بري ودعم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتشير المصادر المواكبة لهذه التحضيرات انه تم الاتفاق على جدول الاعمال وقد تبدأ اولى هذه الجلسات في الايام القليلة المقبلة، ويأمل الرئيس نبيه بري ان يبدأ الحوار قبل عطلة الاعياد في لبنان لان ذلك يساهم في اعطاء البلد دفعة من الامل والاطمئنان.

وبغض النظر عن النتائج المتوقعة لهذا الحوار السياسي بين تيار المستقبل وحزب الله، فان مجرد الجلوس على طاولة الحوار يؤكد ان لا خيار للبنانيين سوى الحوار من اجل التوصل الى حلول لازماتهم المختلفة، وان البديل عن الحوار استمرار الصراع والازمات والعودة لخيار العنف والقتال، والمهم في هذا الحوار انه يتم برعاية داخلية  وداخل لبنان ولا توجد رعاية خارجية ولن يضطر المتحاورون للذهاب الى باريس او لوزان او الطائف او الدوحة او طهران للجلوس على طاولة واحدة.

اذن العودة للحوار مسألة ضرورية ومهمة مهما كانت نتائج الحوار، لكن هل سيقتصر الحوار على القوى السياسية والحزبية؟ واين دور مؤسسات وقوى المجتمع المدني اللبنانية في دعم الحوار والعمل لانجاحه؟

لقد لعبت مؤسسات وقوى المجتمع المدني دورا مهما في مواجهة الحروب والعنف طيلة السنوات الماضية، وكلنا يتذكر الدور المهم لهذه المؤسسات في اواخر الثمانينات وقبل اتقاق الطائف حيث جرت تحركات عديدة تدعو لوقف الحرب وتدعم الاتفاق السياسي بين القوى المتحاربة، وقد التقت انذاك الجهود الداخلية مع الضغوط الخارجية مما ساهم في حصول اتفاق الطائف.

واليوم نحن بحاجة لعودة مؤسسات المجتمع المدني للتحرك بقوة من اجل دعم الحوار وللتوصل الى اتفاق يساهم بانهاء الازمة السياسية ويؤدي لانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة والاتفاق على قانون جديد للانتخابات ومن ثم اجراء الانتخابات، كما ان هذه القوى يمكن ان تلعب دورا مهما في الوقوف بوجه العنف ودعم كل اشكال الحوار الاهلي والسلمي ورفض العنف واشاعة الاستقرار الداخلي، لانه لا يمكن حصول وتطبيق اي اتفاق سياسي داخلي ما لم يحظ بدعم شعبي ومن مؤسسات المجتمع المدني.

ان المطلوب اليوم عدم الاتكال فقط على القوى السياسية والحزبية من اجل دعم الحوار وانطلاقته بل ان على جميع مؤسسات وقوى المجتمع المدني  ان تتحرك وتنشط لدعم هذا الحوار والضغط على القوى السياسية والحزبية للتوصل الى اتفاق سريع لكل الازمات ،فلبنان واللبنانيون لم يعودوا يتحملون هذه الحالة من التأزم المستمر والاجواء القلقة ولننضم جميعا الى دعوة البطريرك الراعي للصلاة وللعمل من اجل الاسراع بانتخاب رئيس جديد ومعالجة الازمة السياسية في البلد.

قاسم قصير