رغم انه حتى الآن لم يتحدد موعد لانطلاق الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ,الا ان المدى الزمني الذي يفصلنا عن يوم الانطلاق لا يعدو اياما قد تقل او تكثر ,سيما وانه اتخذت الترتيبات المطلوبة وقدم كل طرف مبرراته المعلنة لتسويغ هذا الحوار امام قاعدته ,وعلى ان يتم برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وبمباركة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط .  

فالتيار الازرق شاء ان يكرر تجربة التشارك مع حزب الله في حكومة الرئيس تمام سلام وذلك من خلال التصريح والتلميح الى ان الدخول في هذه التجربة الحوارية هدفه خفض منسوب الاحتقان المذهبي والسياسي الطاغي على الساحة اللبنانية بغية حمايتها من ارتدادات المشهد المستعر في دول الجوار وعلى ان يتضمن الحوار مسائل بالامكان مناقشتها  ويأتي في مقدمتها مسالة الفراغ الرئاسي والتوافق على رئيس للجمهورية ووضع المسائل التي تأخذ طابعا حادا في النقاش جانبا ومنها سلاح حزب الله ومسألة انخراط مقاتليه في الحرب السورية .  

 حزب الله فان دوائره لا تخفي انه بدأ ومنذ فترة مرحلة البحث الجدي في سبل مواجهة الارهاب والتطرف والغلو الذي بدأ يفعل فعله البالغ السلبية في عدد من دول المنطقة وخرج باستنتاج ان مواجهة الجماعات الارهابية المتطرفة لن يستقيم ويؤتي اكله الا بجبهة مواجهة مضادة تشارك فيها بشكل اساسي قوى وشخصيات وتيارات سنية , وعليه فلم تكن مبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليلة التاسع من المحرم الماضي بالاشادة باشتراك تيار المستقبل في تغطية الجيش اللبناني في الشمال بمحاربته للجماعات الارهابية سوى جزء من هذا التوجه القاضي بدعم اي فعل يعبر عن استعداد التيار للانضمام الى جبهة مواجهة الارهاب والتطرف .  

  وثمة من يرى ان مسارعة حزب الله الى تلقف الدعوة الى الحوار مع تيار المستقبل ورده على التحية باحسن منها تصب في خانة دعم التوجه العام الذي يأخذ على عاتقه مهمة الوقوف الجدي في وجه الارهاب والتطرف وتعريته من اي غطاء طائفي او مذهبي .  

  واذا كان الجيش اللبناني قد تمكن من توجيه ضربات للجماعات الارهابية في اكثر من منطقة , الا ان هذا لا يعني ان الارهاب قرر التراجع او الانكفاء وبدأ رحلة التراجع الى الوراء اذ انه لا يزال يشكل خطرا قائما على الوضع العام ويبعث برسائل يومية فحواها اننا ماضون لتحقيق ما بدأناه في اوائل آب الماضي . 

    اشارة الى ان هذا الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ما كان ليبدأ لولا وجود ممرات ومعابر اقليمية تؤمن لهما التغطية بصرف النظر عن النتائج المأمولة من هذا الحوار .

وهناك من يرى ان الطرفين انما يراهنان ضمنا على تطور ما قد يستجد بين ليلة وضحاها على المستوى الاقليمي سيما وان الجميع بلا استثناء قد دخل مرحلة اعادة النظر بكل خياراته وحساباته بعدما مضى ما يقرب من اربع سنوات على اشعال فتيل الحرب السورية .