أثار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الجريمة التي استهدفت ستة عسكريين استشهدوا أثناء قيامهم بدورية في تلة الحمرا المشرفة على بلدة راس بعلبك مساء أول من أمس، أمام المشاركين في الاجتماع الوزاري لـ"التحالف الدولي" الذي عقد في بروكسيل أمس في مقر الحلف الأطلسي.

 

والمستغرب أن المجتمعين استمعوا، ودونوا ما ركز عليه باسيل، ولم يخرج عن الاجتماع في الإحاطة الاعلامية أي إشارة تستنكر هذا العمل الارهابي. والأدهى أن البيان الاعلامي الذي صدر عن المجتمعين أثنى على لبنان لاستضافته أكبر عدد من اللاجئين السوريين، وقد استمعوا الى حاجات بقية الدول المضيفة وشددوا على ضرورة تقديم المساعدات لها للاستمرار في إيواء الآلاف.

 

وسأل أكثر من قيادي سياسي ما الجدوى من مشاركة لبنان في اجتماع كهذا، ومسلحو تنظيم "الداعش" و"جبهة النصرة" يحتلون قمم جرود عرسال ويفخخون الطرق التي تصلها بالبلدة وبقرى أخرى مجاورة ينتمي سكانها الى طوائف مختلفة؟ لم يكن هناك أي ردة فعل من الوزراء على تلك الجريمة، وهم لم ينسوا الهجوم الذي شنه مسلحو التنظيمين الارهابيين على الجيش في الثاني من آب، ونتائجه من شهداء ومخطوفين ما زالوا الى الآن.

 

صحيح أن باسيل استهل مداخلته امام المجتمعين بالقول ان الاجتماع يرمي الى "ازالة الارهاب من جذوره، وليس فقط احتواء "داعش" في العراق وسوريا وتاليا لبنان، ولكن كيف سيكون اقتلاع الارهاب؟ ألم يحن وقته؟ سأل زعيم تيار سياسي.

 

ثم عقّب: يجب الا يعني ذلك دعوة التحالف الى التدخل عسكريا ومساندة الجيش، لكن ما الغرض من هذه المشاركة؟ وهل تندرج في اطار نظرية "الفن للفن"، علما أن قوى الثامن من آذار ليست مع هذا المحور الاطلسي الذي تقوده اميركا؟ أما الرئيس تمام سلام فيؤيد هذه المشاركة، وهذا يعكس فسيفساء الحكومة التي تضم ممثلين للقوى السياسية الفاعلة والمؤثرة.

 

ويتزامن اجتماع التحالف الاطلسي مع استشهاد ستة عسكريين للجيش على يد الارهابيين، ثم خبير عسكري أمس كان يفكك عبوة على قارعة الطريق. ولعل ما زاد تفاقم المناخ العام في البلاد أمس هو تبّرع وزارة الداخلية العراقية في بيان رسمي بتحديد هوية سجى عبد الحميد الدليمي، والقول انها ليست زوجة ابو بكر البغدادي، بل شقيقة رجل، دين بالضلوع في تفجيرات في جنوب العراق واحتجزته السلطات العراقية، وصدر عليه حكم بالاعدام. وروى ان سجى فرت الى سوريا واحتجزتها السلطات هناك، وجرى لاحقا الافراج عن 13 راهبة.

 

وأكد مسؤول بارز سألته "النهار" ليلا عما اذا كان لبنان طلب رسميا هذه المعلومات من وزارة الداخلية العراقية، انه ليس على علم بالامر، ولم يسألها ما دامت سجى اعترفت خلال التحقيقات معها. وقلّل أهمية ما اذا كانت زوجة البغدادي او شقيقة عمر، بل يجب الاخذ في الاعتبار التهديدات التي صدرت عن مدى تأثر الارهابيين بتوقيفها، وقد هددوا بتصفية العسكريين وقتل نساء واطفال. وسأل: ما النفع الذي جنته وزارة الداخلية العراقية من تلك المعلومات التي تبرعت بنشرها، سوى توجيه رسالة الى لبنان الرسمي بانه على خطأ بالنسبة الى قضية سجى؟