ستة شهداء للجيش سقطوا أمس على أيدي إرهابيي الجرود في كمين نصبوه لدورية عسكرية في جرود بلدة رأس بعلبك. الكمين وقع في ممر إلزامي يعتمده الجيش للوصول إلى نقاطه الأكثر ارتفاعًا وتقدمًا نحو جرود رأس بعلبك في السلسلة الشرقية.  

وفي التفاصيل، أنه أثناء تنفيذ قوة من فوج الحدود البرية الثاني دورية استطلاع عادية (كشّافة) من سبعة عناصر، ولدى وصولها إلى محلة "تلة الحمرا" المحاذية لتلة السيل في جرود رأس بعلبك، تعرضت لإطلاق نار غزير من مجموعة مسلحة.  

وعلى الأثر، تدخلت قوة من فوج المجوقل، وأقامت مدفعية الجيش عازلاً نارياً بهدف منع المسلحين من سحب جثامين الشهداء. وقد تمكن الجيش من سحب جثث ستة شهداء وجريح واحد، نقلوا إلى مستشفى "يونيفرسال" في رأس بعلبك.  

والشهداء هم الرقيب علي سعدو يزبك، الجندي مشهد عباس شرف الدين، الجندي محمد علي سليمان، المجند محمد حسين سليم، المجند ربيع حسين هدى، المجند علي أحمد محمد.   وفي معلومات لـ"الأخبار" أن مكان الكمين يقع في الجهة الشرقية لبلدة رأس بعلبك، وعلى مسافة سبعة كيلومترات من البلدة، في منطقة قريبة من محلة "تنيّة الراس".

وهي عبارة عن وادٍ ضيّق وممر إلزامي يعتمده الجيش للوصول إلى نقاطه الأكثر ارتفاعاً وتقدماً نحو جرود رأس بعلبك في السلسلة الشرقية.  

وبحسب أحد أبناء بلدة رأس بعلبك، فإن خطورة المنطقة تكمن في أن مكان الكمين قريب من "تنيّة الراس" و"تنيّة الفاكهة" اللتين تلتقيان بجرود عرسال، وهي عبارة عن أراض سهلية منبسطة، تنتشر فيها مشاريع زراعية لمزارعين من عرسال والفاكهة ورأس بعلبك، وهي تضم بساتين ومزروعات وغرفاً زراعية، الأمر الذي يسمح لها بأن تشكل أماكن جيدة لتواري المسلحين والتسلل عبرها إلى الممر الوسطي بين نقاط الجيش، وتنفيذ اعتدائهم.  

وفي وقت استقدم فيه الجيش تعزيزات إلى مراكزه ونقاطه في رأس بعلبك، شدد من إجراءاته الأمنية في سائر نقاطه في جرود عرسال، وأطلق قنابل مضيئة فوق وادي الرعيان ووادي عطا وعقبة الجرد، في عملية وقائية لصدّ أيّ محاولات هجوم باتجاه النقاط العسكرية المتقدمة.

  وقالت مصادر عسكرية لـ"السفير" إن الطبيعة الجردية المفتوحة للمنطقة التي نُصب فيها الكمين، وغزارة النيران التي استخدمها المهاجمون، تسببتا بوقوع هذا العدد من الشهداء الذين كانوا ضمن دورية أكبر.  

(الأخبار - السفير)