ما من مسؤول مدني أو عسكري يمكنه ان ينكر أهمية المساعدات العسكرية البريطانية للجيش اللبناني، علماً أن القيمة النقدية لا تقارن بالهبتين السعوديتين للملك عبد الله بن عبد العزيز ولا بالبرنامج الأميركي لتسليح الجيش والذي ناهز المليار دولار.

 

وتكمن تلك المساعدات في مجالات عدة، من بينها إنشاء ابراج على طول الحدود اللبنانية - السورية لمراقبة حركة المتسللين من ارهابيين أو مهربين أو راغبين في دخول الاراضي اللبنانية خلسة من دون الحصول على إذن مرور. وقد وافقت الحكومة البريطانية على كلفة المشروع، وهو بقيمة 3,2 ملايين باوند، أي ما يعادل 5 ملايين دولار أميركي. وأتبع ذلك بمصادقة من البرلمان.

 

وأوضح مصدر ديبلوماسي بريطاني لـ"النهار" انه انجز من المشروع حتى الآن 12 برجاً منتشرة بين عكار والحدود الشرقية، وتجنب تحديد مواقع تلك الابراج والعدد الذي ستصل اليه، نظراً الى طبيعة الارض التي ليست فقط سهلاً أو جبلاً أو خطاً مستقيماً، بل هي مزيج من هذه الفئات. والمشروع هو قيد الاستكمال.

 

ونفى وجود أي قوة بريطانية عسكرية سرية نجحت في التعاون مع الجيش اللبناني في انقاذ بلدة مسيحية من زحف قوات تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، وفقاً لما نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية في عددها الصادر أمس. وأوضح أنه "تم إنشاء برج لمراقبة الحدود في محيط البلدة في 17 يوماً خلال شهر تموز الماضي، وقد ساهم الى حد كبير في رصد المسلحين المشاركين في الهجوم على مواقع للجيش اللبناني في عرسال في الثاني من آب الماضي، ومنعهم من التقدم الى رأس بعلبك". كما ان شبكة الابراج منعت أيضاً زحف مسلحي "داعش" غرباً الى البحر المتوسط.

 

وأتى التذكير بأهمية الابراج التي شيّدت، وأخرى ستستكمل لأن مراسل الصحيفة البريطانية زار المنطقة وأجرى تحقيقاً في وضع المنطقة والقرى الحدودية المحيطة بعرسال.

 

وفي معلومات أخرى، أن برنامج المساعدات البريطاني يتناول تجهيز مراقبة الحدود بواسطة الابراج، برادارات وأجهزة كاشفة وسيارات "لاند روفر" للتنقل، وقد جرى تدريب 3500 عنصر.

 

وافادت معلومات أمنية أن الخطر على الحدود لا يزال قائماً، ومعركة "عرسال - 2" توقعها قائد الجيش العماد جان قهوجي، وهي تتأخر بسبب الثلوج في جرود عرسال حيث يتمركز "الداعشيون" و"النصراويون". وعزا عارفون بالملف التأخير الى قضية العسكريين الذين يحتجزهم مسلحو التنظيمين في إحدى مغاور الجرد.

 

وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت أن الجيش اللبناني الذي يتزود السلاح الاميركي والفرنسي الآتي ابتداء من النصف الثاني من كانون الثاني المقبل، والبريطاني، يمكنه ان يستعيد الجرود ويطرد المسلحين منها ويضبط أي تحرك منها.

 

وأشارت الى المواجهات التي خاضها الجيش ضد تنظيمات ارهابية لديها اسلحة حديثة أكثر مما كان بين أيدي العسكر أثناء معركة عرسال، ومع ذلك برهن عن حرفية في القتال وشجاعة لدى الجنود والضباط، وبعضهم استشهد والبعض الآخر خطف، وآخرون جرحوا أو أصيبوا بعاهات دائمة.

 

وذكّرت بأن الجيش يقوم بمهمات أمنية في أنحاء مختلفة من البلاد وليس فقط على محور عرسال، وقد نجح في كشف الكثير من الخلايا الارهابية في مناطق عدة من البلاد، وهذا يدل على أهمية أجهزة الرصد والتعقب.

 

وأعربت عن ارتياحها الى هدوء الجبهة الجنوبية، على الرغم من تهديدات رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الجديد غادي آيزينكوت بأنه سيتصدى لأي هجوم يشنه "حزب الله" بالصواريخ في العمق الاسرائيلي.