لافتا كان غياب أي ممثل عن حركة امل وعن حزب الله، في المهرجان الكبير الذي أقيم بمناسبة اربعينية الراحل العلامة السيد هاني فحص في قاعة قصر الاونيسكو، على الرغم من توجيه الدعوات لهما كما اكد منظموا الحفل، فيما حضر الاحتفال إضافة الى الكثير من الشخصيات الفكرية والأدبية  من لبنان والخارج  ممثلون عن  دولة فلسطين والعراق، ووفد من سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية

ولعل في هذه المفارقة ما يستوجب التوقف والكلام ، لان فيه من  المداليل  الكاشفة  عن ضيق الصدر الذي يخيم على عقول أصحاب القرار داخل الثنائي الشيعي، بحيث لم يستطيعوا تحمل فكرة وجود شخصية شيعية عملاقة تتمتع بكل هذا الحضور الثقافي المحلي والإقليمي  من خارج عباءتهما ،

قد يكون مبررا لهما محاولات اقصاء الشخصيات الشيعية المفكرة والمبدعة حين تختلف معهما بالتوجه السياسي حال الحياة، خوفا من فضح ضحالة ما هم عليه من جفاف ثقافي وتصحر فكري، اما وقد رحل رجل بحجم السيد هاني فحص وما له في مضمار الفكر والادب والكلمة من عطاءات يعرف ثقلها الإنساني القريب والبعيد فلا معنى للاستمرا ادارة الظهر  من قبل الثنائي الشيعي لهكذا شخصية وفي مراسم تقام بذكرى رحيله الا التأكيد على  حجم  وكمية الحقد الاعمى والغير مبرر التي يحملونهما على الرجل ،

خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان الراحل الكبير لم يكن بتموضعه السياسي وان كان مختلفا عن الثنائي الا انه ظل بعيدا كل البعد عن الخصومة معهما فضلا عن العداوة التي ما كانت ولم تكن من سماة الراحل، وبقي حتى أيامه الأخيرة مصرا على التعاطي معهما بوصفهما أصدقاء وأبناء يسدي اليهما النصائح بكل ما في قلبه من حب

وهنا يبرز التفاوت الكبير بين أداء كل من حركة امل وحزب الله وبين الجمهورية الإيرانية التي لم تنس للسيد هاني فحص تاريخ طويل من العلاقة الطيبة والدور الذي لعبه أيام الامام الخميني وما كان له من فضل على الثورة في بداياتها حيث كان الجسر الذي ربط ايران الخميني بالقضية الفلسطينية

لا شك ان العقل الإيراني المنفتح والذي لا يبخس الناس اشياءها انما يدلل على العمق الإنساني وعلى الجذور الحضارية المتراكمة  التي يتمتع بها الشعب الإيراني والتي بكل اسف نفتقدها في العقل العربي الجاف، ولهذا فلا غرابة ان نسمع مثلا بوجود معارضة إيرانية تتمتع بالكثير من مساحة الحرية وتعمل داخل الساحة الإيرانية نكاد لا نجد لها مثيلا في ساحاتنا العربية

وعليه فلم يكن مستغربا حضور الوفد الإيراني في المهرجان لانه انما يعكس هذه الحالة المتقدمة بالرقي في الأداء والترفع عن الحسابات الصغيرة, كما وانه لم يكن مستغربا غياب ممثلين عن حزب الله وحركة امل ومعهما المجلس الشيعي

وفي الختام نقول لهذا الثنائي ، كان ليكون حضوركما في مهرجان الاونيسكو وفي ذكرى علامة كالسيد هاني فحص ليسجل لكما، وهو انما يعتبر مكسبا لكما ، وفضيلة لكما, لانه لو حصل فانه لا يكاد يضيف على بريق الحضور وحجمه  وتنوعه شيئا يذكر وعليكما ان لا تكتفيا بالتعلم من الشعب الإيراني كيفية الندب وعدم ارتداء الكرافيت او حتى فنون القتال  بل قبل كل هذا وذاك ان تتعلما كيف يكون الكبار كبارا فييتصرفون كالكبار,

لان  ممثلي طائفة  ليس فيهما خيرا لرجالاتها وكبرائها، حتما لن يكون فيهما خيرا للوطن .