المواقف الاخيرة التي اطلقها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون اثارت سجالات سياسية وردود قاسية من نواب وقيادات في تيار المستقبل خصوصا لجهة قوله / ازاء المخاطر نلحظ ان البعض يقيم خارج لبنان ,اما نحن المتجذرون في هذه الارض والباقون هنا لاخيار لنا سوى ان ندافع عن وجودنا ,وهذا يجمعنا مع حزب الله / وذلك في انتقاد واضح ولاذع لرئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري .    واللافت ان الهجوم المفاجيء لعون على تيار المستقبل ورئيسه كان سبقه هجوم على حزب القوات اللبنانية ,على خلفية موقفها من التمديد علما بان كل فريق الثامن من آذار مشى بالتمديد , لكن فلسفة عون قادته الى الدخول في اشتباك مع تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية في آن معا متجاوزا حلفائه في التصويت لمصلحة التمديد .    وفي جانب آخر وصف النائب عن تيار المستقبل احمد فتفت كلام عون بالخطير وقال / من فوض عون تصنيف الناس بين متجذر وغير متجذر ومن ترك البلد وزوجته وبناته هو العماد عون عام 1990 بعد هروبه من قصر بعبدا الى السفارة الفرنسية ,/ اثناء حرب التحرير العبثية , واكد فتفت / قد تبين اننا كنا على حق في رفضنا تولي عون الرئاسة / .    بدوره اعتبر منسق تيار المستقبل في الشمال الدكتور مصطفى علوش ان / عون تخلى عن جنوده في موقع المعركة وهرب / في حرب التحرير عام 1990 ورأى ان /تصرفاته لا تفسح في المجال لاستمرار اي حوار لا يقوم على ثوابت وطنية .    هذا الاشتباك الاعلامي بين تكتل التغيير والاصلاح وتيار المستقبل جاء بعد اسبوع من تأكيد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان مرشح فريق الثامن من آذار هو العماد ميشال عون فاتحا الباب امام حوار بين الاطراف اللبنانية للتوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية .    وليس من الصعب على اي مراقب ان يلحظ بان هناك خط موصول بين تأكيد السيد نصرالله بالاصرار على تسمية عون كمرشح عن فريق الثامن آذار وبين تصريحات عون الاخيرة وهجومه المفاجيء على خصومه تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية .   لاشك ان هذا التطور من شأنه ان يجعل من عون مرشحا رسميا لفريق الثامن آذار محاولا الاستمرار في حجز موقف فريق حلفائه الى جانبه , لكنه يأتي في سياق آخر ــ وان كان غير منظور او ربما غير معلن ـــ يفضي في النهاية الى اخراج عون من دائرة اي امل او امكانية بوصول عون الى رئاسة الجمهورية والفوز بالكرسي الرئاسي , فهذه المواقف الاخيرة والمفاجئة لعون تعني عمليا خروجا طبيعيا من الموقع الوسطي والتوافقي الذي حاول تسويق نفسه كمرشح على اساسه في سياق الدور الذي حدده لنفسه بان يكون الجسر بين نصرالله والرئيس سعد الحريري , وعاد الى وظيفته رأس الحربة ضمن فريق الثامن من آذار , خصوصا بعد التقارب في المواقف بين حزب الله وتيار المستقبل للدخول في حوار جدي بين الطرفين للاتفاق على مرشح توافقي يكون على مسافة واحدة من جميع الافرقاء اللبنانيين .     وفي ذات السياق تتحضر قوى 14 آذار لاحياء مبادرتها وتسليمها الى رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري وذلك في محاولة للدخول في حوار حول الانتخابات الرئاسية خصوصا بعد اعلان السيد حسن نصرالله استعداده للحوار بشكل جدي .