زيارة الرئيس السابق  العماد ميشال سليمان الى طرابلس واللقاء مع فعالياتها تعتبر خطوة مهمة وضرورية، اولا لاهمية زيارة المدينة والتواصل مع اهلها والتعرف على همومها ومشاكلها اليوم ، وثانيا من اجل البحث في كيفية مواجهة التحديات المختلفة التي يواجهها لبنان والمنطقة في هذه المرحلة وخصوصا موجات التطرف والعنف.

لكن الملفت في الزيارة التصريحات التي اطلقها العماد سليمان حول احداث 7 ايار 2008 واعادة التذكير بهذه الاحداث بعد مرور ست سنوات ونصف عليها وفي ظل الاجواء التي تشهدها المنطقة اليوم، ومن الواضح ان سليمان يحمّل حزب الله المسؤولية الكبرى عن كل مشاكل لبنان الحالية والسابقة وخصوصا بسبب تدخله في سوريا.

ولن ادخل الان في نقاش العماد سليمان في كل مواقفه وادائه وتقييم تجربته الرئاسية لان ذلك يحتاج الى مساحة كبيرة من الوقت والكلمات، لكنني اود الاشارة في هذا المقال الى اعادة التذكير باحداث 7 ايار والاهداف من وراء ذلك.

ولا بد من الاشارة الى انه بغض النظر عن رأيي بأحداث 7 ايار ومن يتحمل المسؤولية عما جرى انذاك وماذا جرى بعد ذلك من تطورات واحداث.

لكن يجب التذكير ان احداث 7 ايار والاتفاق في الدوحة مهدّا لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان وقد امضى في هذه الرئاسة مدة ست سنوات ولم يتذكر في يوم من الايام(حسب علمي) هذه الاحداث والتعليق عليها، بل كانت علاقته بحزب الله في معظم سنوات ولايته (باستثناء السنة الاخيرة) جيدة جدا وكان هناك تنسيق دائم بين الطرفين.

كما ان انعقاد مؤتمر الدوحة بعد احداث 7 ايار 2008 ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة ومن ثم اجراء الانتخابات النيابية وفقا للاتفاق الذي جرى في الدوحة ومشاركة كل الاطراف فيها وفوز قوى 14 اذار بالانتخابات، الا يشكل مدخلا لطوي صفحة هذه الاحداث وعدم الحاجة الى تذكرها بشكل دائم خصوصا ان من كان قائدا للجيش انذاك ثم اصبح رئيسا للجمهورية  لم يعترض عليها انذاك بل تعاطى معها بشكل واقعي وعملي واستفاد من نتائجها العملية والسياسية.

لا يعني هذا الكلام عدم الحاجة لاعادة دراسة احداث 7 ايار 2008 ونتائجها والاسباب التي ادت اليها وكيفية الاستفادة من عبرها ودروسها وان يقوم كل طرف بنقد ذاتي لما جرى سواء من قبل حزب الله او تيار المستقبل او الحزب التقدمي الاشتراكي او بقية القوى التي شاركت في هذا الصراع.

لكن ما كنت اود الاشارة اليها في هذا التعليق ان حديث  الرئيس السابق العماد ميشال سليمان عن احداث 7 ايار ومن بوابة زيارته الى طرابلس لم يكن للعبرة وللاستفادة من دروس هذه الاحداث ، بل لاسباب اخرى لا يعلمها سوى الله عز وجل والرئيس سليمان ومن نصحه باعادة تذكر هذه الاحداث اليوم وفي طرابلس الجريحة والتي تحتاج لمن يرمم جراحها اليوم لا ان يضع الملح على الجروح.

قاسم قصير