فجرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية يوم الخميس -الأمس- قنبلة خبرية بإنباءها عن رسالة سرية وجهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، منتصف الشهر الماضي.
أكد أوباما في هذا الرسالة -وفق الذين سرّبوا مضامينها- على المصالح المشتركة في الحرب ضد جماعة الدولة الإسلامية(داعش).
  أكدت صحيفة وول ستريت جورنال، على أن الرئيس الأمريكي يهدف من هذه الرسالة التأكيد على ضرورة التشدد في مكافحةداعش و التسريع في المفاوضات النووية.
أكد الرئيس الأمريكي إلى آية الله علي خامنئي بأن حصول أي تعاون في مكافحة داعش في المفاوضات النووية، وإلى حد كبير يتوقف على اتفاق شامل بين إيران والقوى الدولية خلال المفاوضات النووية، حتى24 تشرين الثاني.


رسالة الرئيس أوباما هذه هي الرابعة من نوعها منذ وصوله إلى الرئاسة في العام 2009، دعا في جميعها المرشد الأعلى الإيراني إلى بذل الجهود لتحسين العلاقات بين البلدين.
وجاء في تقرير صحيفة وول استريت جورنال، تعليقا على هذا الرسالة، بأنها تُظهر بأن الرئيس أوباما اعترف فعلاً بالدور الإيراني الدبلوماسي والعسكري، في طرد داعش من مناطق احتلتها طوال الاشهر الست الماضية.

تقول المصادر المطلعة بأن البيت الأبيض لم يطلع الحلفاء الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة - إسرائيل والسعودية والامارات- على هذه الرسالة نظرا لحساسيتها.

ابدى هؤلاء الحلفاء قلقهم من أن يؤدي مرونة الولايات المتحدة تجاه إيران في المفاوضات، إلى أن تسرع إيران في الحصول على القنبلة النووية.
سيقابل جهود أوباما للتوصل إلى اتفاق مع الطرف الآخر في أمريكا مع المقاومة. بعد فوز الجمهوريين في انتخابات يوم الثلاثاءوالمعارضة في التوصل إلى اتفاق مع إيران وزيادة احتمال فرض مزيد من العقوبات ضد طهران.
هذا وفوز الجمهوريين في الحصول على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ، رفع من مستوى قلق الإيرانيين بمصير المفاوضات النووية ووضعهم العراقيل امام الرئيس الأمريكي وممارسة الضغوط عليه حتى لا يبدي اية مرونة تجاه إيران.

يرى الجمهوريون أن الطريق الوحيد في منع إيران من الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية، هو فرض المزيد من العقوبات عليها، بينما الحقيقة هي أن العقوبات، لم تشل حركة النظام الإيراني، وانسحابه من أي من مشاريعها الإقليمية، بل زادت على حماسها في التمدد، فضلاً عن أن فرض المزيد من العقوبات سيجعل الإيرانيين أكثر تماسكاً وتضامناً، فالإيرانيون أثبتوا طيلة تاريخهم الطويل، بأنهم يضعون خلافاتهم جانباً، قبال اي تهديد خارجي.

ها هو الرئيس الأمريكي الذي يدرك الآن، بأن العقوبات، لم تعطي ثمارها، وبدأ يستجدي التعاون الإيراني ويتحدث عن المصالح المشتركة الإيرانية الأمريكية، منها مكافحة داعش وطردها، بينما قوات الجنرال قاسم سليماني لم يألوا جهداً في مكافحتها في العراق.