لسوء حظ حكومة الاعتدال ورئيسها حسن روحاني، وبينما لم يبق أكثر من ثلاثة أسابيع حتى انتهاء المهلة المقررة لوصول طرفي المفاوضات النووية إلى صيغة لحل القضية النووية الإيرانية، تزامن  يوم عاشوراء،الثلاثاء،مع الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأمريكية، في العام 1979.

و لم ينس المتشددون في إيران، هذا التزامن وأطلقوا مظاهرات احتجاجية على السياسات الأمريكية تجاه إيران منذ انتصار الثورة وصولاً إلى المفاوضات النووية، وأدار تلك المظاهرات المؤسسات غير الحكومية، وخاصة الحرس الثوري، الذي توطن في مبنى السفارة الأمريكية بعد الإفراج عن الدبلوماسيين الأمريكيين الرهائن في العام 1981.

وبينما كان حضور عناصر الحرس والمتشددين، أمام السفارة الأمريكية لافتاً، كما مبادرتهم بإحراق العلم الأمريكي، كذلك كان لافتاً غياب المسؤولين الحكوميين، في تلك المظاهرات.

وأعقب إحراق العلم الأمريكي، أمام مبنى السابق للسفارة الأمريكية بطهران، بساعات، الإعلان عن انتصار الجمهوريين في الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ الأمريكي، ليكتمل المناسبات المؤلمة بأحدثها.

نعم، في ذكرى يوم اقتحام السفارة الأمريكية في طهران، أرسل الشعب الأمريكي رسالة غير مفرحة إلى إيران، باستبدال الأغلبية الجمهورية بالأغلبية الديمقراطية.

 وهكذا لأول مرة بعد العام 2006 يحصل الجمهوريون على المجلسين مما يجعل الرئيس الديمقراطي في موقف محرج وليس من المستبعد أن يؤثر هذا الوضع الجديد على مسار المفاوضات النووية.

وفور الإعلان عن نتائج الانتخابات، أعرب محللون إيرانيون عن تشاؤمهم بتداعيات التغيير في موازين القوى بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وبعد ساعات قليلة من إحراق العلم الأمريكي في طهران، أكد موقع فارس التابع للحرس الثوري الإيراني على لسان أحد محلليه فؤاد إيزدي أن مجلس الشيوخ هو الذي جمد الكثير من قرارات الكنغرس تفرض عقوبات جديدة على إيران، خلال فترة المفاوضات.

وهكذا يبدو أن الإيرانيين اعتبارا من الآن يأسفون على إخفاق الديمقراطيين، مما يتيح للصقور الجمهوريين، عرقلة مسار المفاوضات وفرض ظروف مشددة على الإيرانيين، ليس في مجال النووي فحسب، بل على السياسات الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، ومواجهة الدور الإيراني المتزايد في الشرق الأوسط. المهم للجمهوريين هو استعادة الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، ولكنهم جرّبوا هذه السياسة في أكثر من عقد في العراق وافغانستان ولم يحصلوا على مبتغاهم، فهل يريدون تكرار التجارب الماضية؟