(( ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا ))
فبعد اكثر من خمسة اشهر على الفراغ الرئاسي فان المواقف الصادرة مؤخرا عن طرفي الصراع في لبنان / حزب الله وتيار المستقبل /توحي بتقارب الرؤية بينهما حول اكثر من مشكلة عالقة , الامر الذي يعني وصولهما الى مساحة مشتركة في منتصف الطريق كل من جهته للبحث الجدي في التوصل الى ايجاد حلول لهذه المشاكل المتراكمة والتي يأتي في مقدمتها التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحدث عن مسألة التمديد للمجلس النيابي قائلا :ما نرفضه هو الذهاب الى الفراغ , وان الاصل هو اجراء الانتخابات لكن نحن مستعدون للقيام باي شيء لمنع الفراغ / فيما رأت كتلة تيار المستقيل ان التمديد للمجلس النيابي مسألة اساسية وضرورية لقع الطريق على احتمالات الوقوع في الفراغ في المؤسسات الدستورية وما يشكله من اخطار على الدولة وعلى النظام السياسي.
وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية فقد اعتبرت كتلة المستقبل ان الاولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية وان المهمة الاساسية للنواب بعد التمديد هو انتخاب رئيس وفقا لمبادرة 14 آذار التوافقية . اما حزب الله فقد فتح باب الحوار مع الاطراف اللبنانية للتوصل الى اسم الرئيس الجديد والذي يحظى بموافقة الكتل النيابية , وعلى ان يكون الحوار مع العماد ميشال عون داعيا الى عدم الرهان على متغيرات اقليمية ودولية حتى لا ننتظر سنوات طويلة لانتخاب رئيس كاشفا عن تفويض ايراني سوري لحزب الله للحوار مع القوى اللبنانية الاخرى حول الاستحقاق الرئاسي داعيا الى فكفكته لجعله ملفا وطنيا .
وللمناسبة كشف السيد حسن نصرالله عن اتصالات تجري خلال الاسابيع الماضية من جهات وصفها بالحليفة والصديقة اعتبرت انه آن الاوان لكي يكون هناك حوار بين تيار المستقبل وحزب الله معلنا انه جاهز لهذا الحوار ولكل ما يحصن وحدة البلد مشيرا الى ان هذه المسألة قيد المتابعة .
وفي اشارة غيرمسبوقة عن تيار المستقبل اشاد السيد حسن نصرالله يموقف قيادة التيار معلنا عن مد اليد له في اطار خطاب اسلامي وطني جامع .
اما بالنسبة لما يجري في المطقة العربية ووصفه بانه صراع سني شيعي فقد اعتبر السيد نصرالله ان هذا التوصيف خطأ كبير يرتكب بحق المنطقة , ورأى ان ما يجري هو صراع سياسي وليس مذهبيا .
وكانت كتلة المستقبل استبقت كلام نصرالله بالاشارة الى ان /ذكرى عاشوراء وتضحيات الامام الحسين يجب ان تكون منطلقا لترسيخ وحدة الصف الاسلامي واللبناني والعربي قطعا للطريق على الفتنة التي لا تخدم الا اهداف العدو الصهيوني / واعتبرت الكتلة ان كلام السيد حسن نصرالله ينطوي على ايجابيات لكنه يحتاج الى قراءة هادئة ومتأنية.
ويتضح من كل ما تقدم ان قطار حلول الازمات اللبنانية المتشابكة والمتراكمة قد وضع على السكة الصحيحة وانه انطلق في مسار البحث عن ايجاد مظلة واقية تحمي البلد من العواصف التي تهب من محيطه العربي الملتهب بنيران الحروب الاهلية .