في احد خطبه العاشورائية الاخيرة مساء يوم الاثنين في 27 تشرين الأول وخلال حديثه عن مواجهة المجموعات الاسلامية المتشددة ، قال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله : انه من غير الصحيح اعتماد الخيار الامني والعسكري فقط  لمواجهة هذه المجموعات بل لابد من اعتماد الحوار معها من اجل توضيح الامور، واستشهد السيد نصر الله بما قام به الامام علي عليه السلام على صعيد التعاطي مع الخوارج، فهو قبل ان يقاتلهم ارسل لهم من يحاورهم مما ادى الى ترك الالاف منهم الحرب والقتال.

كما دعا السيد نصر الله الى انتاج الدراسات والبحوث من اجل فهم هذه المجموعات والتعاطي معها عبر كل الوسائل الاعلامية والفكرية ومن خلال مراكز الدراسات، وطبعا كان السيد نصر الله يتحدث عن ذلك في اطار ابراز مخاطر هذه المجموعات على الاسلام وكيفية التصدي لها.

لكن من الملفت في هذا الخطاب انه للمرة الاولى يتحدث السيد نصر الله عن خيار الحوار والتواصل مع هذه المجموعات وعدم الاكتفاء بالخيار العسكري والامني كما كان يتحدث في خطابات سابقة.

والملاحظ انه لم يتم التعليق على هذه المسألة من جانب وسائل الاعلام بل تم التركيز فقط على حديث السيد نصر الله عن الوهابية ودور السعودية في تأسيس هذه المجموعات ومواجهتها، وللاسف تم التعاطي بشكل سلبي مع هذه النقطة ايضا رغم ان السيد نصر الله كان يستعرض البعد التاريخي والعقائدي لهذه المجموعات وعلاقتها بالوهابية كما طالب السعودية بالقيام بدور فعّال في المواجهة.

وبرأيي الشخصي فان هذا الخطاب كان يحمل مؤشرات ايجابية ينبغي التوقف عندها ،كما ينبغي قراءة الخطاب في الاطار الفكري والاستراتيجي والحواري وليس في الاطار السياسي الآني، وحتى ان وسائل اعلام حزب الله والجهات المرتبطة بالحزب او المؤيدة له لم تتعاط مع الخطاب بعمق وجدية، والملفت ان السيد نصر الله استكمل الحديث عن المجموعات الاسلامية المتشددة من خلال فتح موضوع انتظار الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وما هي شروط الانتظار وكأنه يشن حملة غير مباشرة على المجموعات الشيعية المتشددة والتي تتعاطى بمغالاة مع هذا الموضوع.

كما نقلت بعض المصادر المطلعة انه خلال اللقاءات الخاصة التي اجراها السيد نصر الله مع العلماء وقرّاء العزاء قبل البدء باحياء عاشوراء ركز خلال هذه اللقاءات على الجوانب الوحدوية الاسلامية والابتعاد عن كل ما يثير الفتنة المذهبية.

اذن نحن امام خطاب يحمل مؤشرات ايجابية لكن من يجيب على هذه الرسائل الايجابية ويتجه نحو الحوار من اجل انقاذ مجتمعنا ودولنا وامتنا من هذا المأزق الخطير الذي نعاني منه؟

قاسم قصير