أعرب الوزير السابق محمد رحال عن أمله بأن تكون المعارك التي شهدتها طرابلس الاسبوع الماضي آخر جولة عنف تشهدها المدينة باعتبار أنّ أهلها لا يتحملون المزيد من الاضطرابات الامنية تماما كاللبنانيين أجمع، مشدّدًا على أنّ تيار المستقبل أقرن كما دائمًا أقواله ومواقفه بالأفعال لجهة دعم الجيش والمؤسسات الأمنية على كل الصعد، ففيما برز الاحتضان الشعبي للجيش في مناطق يتمثل فيها التيار، يحضّر رئيس التيار سعد الحريري لوصول دفعة أسلحة للمؤسسة العسكرية من هبة المليار دولار التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية بوقت سابق. واعتبر رحال، في حديث لـ"النشرة"، أنّ السبب المباشر لاندلاع معارك طرابلس الأخيرة هو سيطرة "داعش" و"النصرة" على أراضٍ شاسعة في العراق وسوريا ما يؤثر تلقائيًا على دول الجوار ومنها لبنان. وقال: "للأسف بعض الاشخاص انجروا لمشاريع التنظيمين وباتوا ينسقون معهما لزرع الفتنة في لبنان، كما أنّ هناك أكثر من مليون لاجئ سوري على الاراضي اللبنانية لا شك أنّ بعضهم يناصر التنظيمين وينفذ أوامرهما حين تصل التعليمات".   معظم السنة في لبنان ضد التنظيمات المتطرفة وتوقع رحال أن يستمر الوضع الأمني في لبنان على ما هو عليه طالما أنّ الازمة مشتعلة في سوريا، وبالتالي لم يستبعد أن تبرز مجموعات مناصرة لـ"داعش" و"النصرة" في أيّ منطقة بمحاولة لزعزعة الاستقرار اللبناني. ووصف الوضع بـ"الدقيق" ما يستدعي التعامل معه بكثير من الحذر وتكثيف الجهود لحماية لبنان، وشدّد على أنّ "أيّ جهد فعّال يجب أن ينطلق من انسحاب حزب الله من سوريا لكي نسقط أيّ حجة أو مبرر للمجموعات المتطرفة كي تطرق أبوابنا". ورأى رحال أنّ الأحداث الاخيرة أثبتت وبما لا يقبل الشك أنّ معظم السنة في لبنان ضد التنظيمات المتطرفة، كما أنّ تيار المستقبل الذي يمثل الشريحة الاكبر من أهل السنة اتخذ مواقف حاسمة في هذا الموضوع وترجمها على الارض. وقال: "مشروع داعش في الشمال سقط بعدما تبين أن لا بيئة سنية حاضنة له".   الوضع العام "سيء" على كل المستويات وأشار رحال إلى أنّ صوت بعض الاشخاص يعلو أحيانًا بوجه "حزب الله" وتصرفاته، "وهنا دور أساسي يلعبه الحزب للتخفيف من هذا الاحتقان من خلال إعطائنا فرصة بالتمسك بسياسة النأي بالنفس التي تحمينا والتي لن تتم إلا بعد انسحابه من سوريا". وتطرق رحال لموضوع العسكريين المختطفين، واصفا الملف بـ"المعقّد كوننا نتعاطى مع طرفين اثنين وليس طرفا واحدا". وأضاف: "مجموعتان خاطفتان يعني لائحتا مطالب وشروط هنا وأخرى هناك خاصة أنّ للتنظيمين ارتباطات بمخابرات اقليمية ودولية وحتى محلية سورية". واعتبر رحال أنّ التعقيدات الامنية أرخت بثقلها على باقي الملفات السياسية والاقتصادية، واصفا الوضع العام بـ"السيء" على كل المستويات. وأكّد أنّ الحريري يقوم بجهود كبيرة للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، وقال: "لكننا للاسف لا نعوّل على تغييرات سريعة".