تقول معطيات صحيفة "السفير" إن الجهود التي بذلها وزراء ونواب طرابلس وهيئة العلماء المسلمين ومشايخ وفاعليات التبانة، كان لها تأثيرات إيجابية عدّة، لجهة إطلاق العسكري المختطف، ورفع الغطاء عن كلّ المجموعات المسلّحة التي تواجه الجيش، وبإعطاء هدنة إنسانية لإخراج المدنيين من التبانة.   وبدا واضحاً من حجم النزوح الذي جاء بعشرات الآلاف من أبناء التبانة، أنّ ثمّة قناعة لدى الجميع بأنّ الجيش لن يتهاون هذه المرّة، وأنه ماضٍ باستكمال عمليته العسكرية مهما كانت النتائج والتضحيات.   وقد ساهم ذلك في إحداث حالة رعب لدى المجموعات المسلّحة التي استغل بعض عناصرها الهدنة للخروج مع المدنيين، وكان مصير بعضهم التوقيف من قبل الجيش وبينهم سوريون، فضلاً عن شعور مسؤولي هذه المجموعات بأنّ خلوِّ المناطق التي يتحصنون فيها من أهلها، سيجعلهم لقمة سهلة للجيش الذي كان يعتمد على غزارة نيران غير مسبوقة.   وتشير المعطيات إلى أن قيادة الجيش نفسها فوجئت بحجم النزوح الذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى، ما دفعها إلى تمديد فترة الهدنة، لتتحرك الآليات العسكرية مجدّداً عند الساعة الخامسة فجراً، وتسلك طريقها باتجاه ساحة الأسمر ومنها إلى البيكادلي، والأهرام وستاركو، وسوق الخضار وصولاً إلى مصلى عبد الله بن مسعود، وذلك من دون أيّ مقاومة أو أيّ ظهور مسلح.   وقد اصطدمت الوحدات العسكرية بأكثر من عبوّة ناسفة، زنة كلّ منها عشرة كيلوغرامات من المواد الشديدة الإنفجار ومجهزة للتفجير عن بعد، مزروعة في محيط سوق الخضار والمصلى، حيث سارعت فرق الهندسة إلى تفكيك بعضها وتفجير بعضها الآخر.   وبعد التأكد من خلوّ المنطقة من المتفجرات، بدأ الجيش يسيّر دوريات راجلة في تلك الشوارع تمهيداً للقيام بالمداهمات، فدخلت الوحدات العسكرية مصلى بن مسعود، ومنازل أسامة منصور وشادي المولوي وطارق خياط وغيرهم من المسلحين، من دون العثور عليهم، وصادرت كميات من المتفجرات والقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة والذخائر.   وتعرض الجيش خلال هذه المداهمات لإطلاق نار من أحد الأبنية المجاورة فتمّ اقتحامه وتوقيف شخصين سوريين كان بحوزتهما بنادق حربية وقناصة، كما عثر في المبنى نفسه على غرفة تستخدم لتصنيع العبوات المحلية الصغيرة.   في سياق متّصل، كشفت مصادر سياسية طرابلسية ، لصحيفة "الأخبار" ، أن أحمد ميقاتي تواصل مع أحد المشايخ في المنطقة، الذي تواصل بدوره مع المسلحين وأقنعهم بالخروج من الأسواق. وكان رئيس فرع استخبارات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن، هو من تولى التواصل في هذا الشأن من جانب الجيش.   وتضيف الرواية التي ينفيها وزراء تيار المستقبل أن التسوية الثانية هي التي أدت إلى خروج المسلحين من باب التبانة فجر أمس. وبحسب ما يُشاع في عاصمة الشمال، فإن اللواء أشرف ريفي هو من تولى إخراج هذه التسوية التي نصت على وقف القتال في باب التبانة، وخروج المسلحين من طرابلس، أو تواريهم عن الأنظار فيها. وفي الحالتين، خرج المسلحون عبر مجرى نهر أبو علي.   كما تحدّثت معلومات عن أن تسوية جرى طبخها برعاية "هيئة علماء المسلمين" تقوم على أساس اختباء المسلّحين ودخول الجيش لتنفيذ عمليات دهم في أحياء التبانة، يتزامن ذلك مع تسليم جندي كان مخطوفاً.