لا يبدو ان جولة العنف التي تشهدها مدينة طرابلس اليوم مشابهة من حيث النتائج للجولات السابقة التي كانت تنتهي بتسويات سياسية تبقي على فتائل التفجير كجمر تحت الرماد .    فقيادة الجيش اتخذت قرارا بالحسم العسكري ضد الخلايا الارهابية التي كانت تتخذ من الاحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة متاريس لها تنطلق منها للاعتداء على مراكز عسكرية واستهداف دوريات للجيش وخطف عناصر له .   ومن الطبيعي ان تكون طرابلس ومعها كل لبنان الى جانب الجيش في معركته ضد الارهاب , لأن خيار اللبنانيين اولا واخيرا هو الشرعية والدولة . وهذا الخيار غير قابل للنقاش مهما اشتدت الظروف والضغوط رغم المحاولات التي تورط في بعضها من يحسبون انفسهم دعاة ورجال دين لاستيلاد بيئة حاضنة للتطرف والغلو باسم الدين ,لكن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح  واقتصر الامر على بعض الشبان في احياء فقيرة وتعاني من ازمات معيشية صعبة وممن امتهنوا حمل السلاح بعدما اصبح مورد رزقهم الوحيد.    وفيما يتابع قائد الجيش العماد جان قهوجي مسار المعركة , اكد مصدر عسكري ان عملية الجيش في طرابلس عموما وفي باب التبانة بالخصوص مستمرة حتى انهاء الوضع الشاذ , وان كل ما يحكى عن وساطات لوقفها هو كلام بلا مفعول . فالجيش لا يرد على احد فهو يتمتع بغطاء سياسي وحكومي واسع وبغطاء ديني وبغطاء رسمي وشعبي وكذلك فان الوضع الميداني هو لمصلحته بعدما سيطر على الاسواق والدهاليز مستخدما تقنياته العسكرية القتالية وضم مناطق واسعة في التبانة , وبالتالي فان الجيش مصر على حسم المعركة لكي لا تعود التبانة بؤرة للارهاب ويؤخذ مواطنوها رهائن .    واوضح المصدر ان الوحدات والألوية المنتشرة اساسا في طرابلس هي من يخوض المعركة الاساسية وقد دخل فوج المغاوير قوة دعم , واكد ان الجيش يعمل على ملاحقة الجماعات الارهابية المسلحة في كافة الاحياء والزواريب المتواجدة فيها .    وقرار قيادة الجيش بالذهاب يالحسم العسكري في معركة طرابلس حتى النهاية يحظى بغطاء سياسي واسع وفي هذا السياق اكد رئيس الحكومة تمام سلام في اتصال مع العماد قهوجي بعدما عزاه بالضباط والجنود الذين سقطوا في ساحة الشرف / ان السلطة السياسية تقدم كل الدعم لقوانا المسلحة من جيش وقوى امنية في المعركة التي تخوضها لاستئصال الارهاب واعادة الامن والاستقرار الى طرابلس والشمال وكل المناطق اللبنانية / .     فلم يعد مقبولا ان تبقى عناصر وافراد المؤسسة العسكرية عرضة للتعديات والقتل والخطف والوقوع في كمائن الغدر والارهاب , ولم يعد مسموحا ان تتحول مدن كمدينة طرابلس رهائن بيد الارهابيين , بل لا بد من عودتها للعيش بسلام تحت سقف الدولة والشرعية .   فالوطن هو الحضن الدافىء الذي يتسع لكافة ابنائه على اختلاف انتماءاتهم وتلاوينهم السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية وتبقى المؤسسة العسكرية هي الحصن الذي يمنع اختراقه والحامي للبلد من اي عدوان ارهابي .