حزم وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أمره وقرر التوجه الى طهران اليوم الجمعة على رأس وفد من سبعة ضباط أركان لمعاينة الهبة الايرانية للجيش التي هي عبارة عن أسلحة وذخائر لمكافحة من نوع خاص في هذا الظرف الذي يتعرض فيه لبنان لهجمات ارهابية من مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش"، الاول كان على محور عرسال في الثاني من آب الماضي، بلدة وجردا، والثاني في ثاني أيام عيد الاضحى على محور بريتال - يونين. وقد توقع قائد الجيش معركة أخرى في عرسال ضد المسلحين مع اقتراب فصل الشتاء، بعدما عزل الجيش البلدة عن جردها، مما سبب حصارا على محتلي الجرود وطلبا ملحا لهم لمواد غذائية وأدوية وأمور لوجستية ومكان دافئ.

 

وأحدثت تلك الهبة انقساما كبيرا بين الوزراءز فقد أيدها وزراء قوى الثامن من آذار نظرا الى فاعلية هذا السلاح، ولا سيما الصواريخ. أما فريق 14 آذار فعارض بشدة، بسبب ما ستتركه من آثار سلبية على لبنان من مجلس الامن ومن المجتمع الدولي. ولشدة المعارضة التي ظهرت ايضا من بعض السياسيين ورفضهم لهذه الهبة، طلب السفير الايراني محمد فتحعلي موعدا من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وقابله يوم الثلثاء الماضي للاستفسار عن صحة الرافضين للهبة وما اذا كانوا سيتسببون برفضها رسميا. ونقل عن باسيل في تصريح له في قصر بسترس في ختام اللقاء أنه أبلغه ان مجلس الوزراء الاسبوعي سيبت ذلك.

 

لم تدرج زيارة مقبل في جدول أعمال مجلس الوزراء. ونفى اكثر من وزير ان يكون المجلس قد تطرق اليها، وجرى اتفاق على تلبية مقبل الدعوة الايرانية وزيارة طهران ومعاينة الهبة ولا سيما الوفد العسكري المرافق تفاصيلها ومدى حاجة الجيش اليها وما اذا كانت ستنسجم مع نوعية الاسلحة التي يستخدمها الجيش، من أميركية وفرنسية وروسية، وما اذا كان يتعارض مع الاسلحة التي قررت القيادة العسكرية شراءها من واشنطن وباريس وموسكو. وسأل وزير متابع لملف الهبة الايرانية عما اذا كانت هذه الاسلحة ستسبب مشاكل للبنان مع مجلس الامن الرقم 1747 ولا سيما المادة الخامسة من قرار العقوبات المتعلق بايران تنص على الآتي: "يقرر (أي المجلس) ألا تقوم ايران بتوريد أو يبع او نقل أي أسلحة او عتاد على يد رعاياها او من لهم صلة بشكل مباشر او غير مباشر من أراضيها، الى جميع الدول باستخدام السفن التي ترفع علمها او طائراته وأن تحظر شراء هذه الاصناف من ايران من قبل رعاياها او باستخدام السفن التي ترفع اعلامها او طائراتها (...)".

 

واللافت ان منسق الامين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي التقى مقبل وناقش معه خطورة قبول هذه الهبة، وتلا على الصحافيين في ختام المقابلة نص المادة الخامسة.

 

واقترح وزير يساهم في كيفية التملص من الهبة، عدم اغضاب ايران التي أتت هبتها العسكرية بعد أكثر من عشرة أشهر من الهبتين السعوديتين اللتين تبرع بهما العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز. وأكد ان المخرج النهائي يكمن في تلبية مقبل الدعوة ثم العودة الى بيروت لوضع تقرير عن الزيرة وبعد ذلك وضعها في الادراج، مع اعطاء تبرير مثل ان الجيش ليس في حاجة الى هذا النوع من الاسلحة او الذخائر، وان القيادة تدرس الهبة وسترفع النتائج الى مجلس الوزراء. وصنف زيارة مقبل لطهران بأنها من "باب رفع العتب".