أنعش اجتماع روما بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس سعد الحريري ملف الاستحقاق الرئاسي الذي طوته الى حد كبير الاخطار المحدقة بالبلاد من جراء تمدد تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وتمكنهما من احتجاز عدد كبير من العسكريين.

 

ولاحظ الوسط السياسي محاولات الطامحين الى الرئاسة الاستفسار عن الاسماء التي تردد أنها طرحت خلال اللقاء لاختيار مرشح تسوية يكون مقبولا من قوى الثامن والرابع عشر من آذار، وهذا يستوجب تخلي الفريق الثاني عن دعم ترشح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعزوف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن عزمه على الترشح، علما انه يترأس احدى أكبر الكتل عددا. إلا أن عون لا يريد أن يقتنع بأنه غير مقبول من شريحة كبيرة من النواب ومن مكوّن له ثقله في العملية الانتخابية، وأنه بذلك يجمّد العملية الانتخابية منذ 144 يوما، وعليه الافساح في المجال امام قوى الثامن من آذار للتفاهم مع قوى 14 آذار على اختيار مرشح تسوية. ويقول المقربون والساعون الى إحداث اختراق لهذا الحائط المسدود المانع لاجراء الانتخاب إن زعيم "التيار الوطني الحر" على موقفه، ولن يبدله حتى لو انشق عن حليفيه "حزب الله" وحركة "أمل".

 

ونقل عن أحد الذين شاركوا في محادثات روما ان تداول الاسماء جرى بين الراعي والحريري، أما مبدأ الانتقال الى مرحلة جديدة في التعامل مع هذا الاستحقاق فكان في النقاش الذي دار بين الوفدين، والتفاهم على الطلب من كل منهما الافساح في المجال امام مرشحين آخرين مقبولين، كالوزير السابق للخارجية جان عبيد او قائد الجيش العماد جان قهوجي، أو من تختاره قوى 14 آذار من دون ان يكون منخرطا في صفوفها.

 

ولفت الى ان الحريري والراعي يدركان صعوبة اقناع عون بالعدول عن الترشح بعدما كان جعجع أبدى استعداده للانسحاب تسهيلا لانتخاب بديل شرط عدم ترشح عون الذي يرفض أي مرشح سواه وهو مصمم على ان يكون المرشح الأساسي والوحيد و"غير البروتوكولي". وأفاد أحد نواب كتلته أنه سيواجه مع أعضاء كتلته أي مرشح سيخوض الانتخاب.

 

ودعا الافرقاء الى التروي ووأد كل ما يفرق في هذا الوقت، لعل ذلك يشكل فرصة لانتخاب رئيس للبلاد، على الرغم من ان الجنرال مقتنع بأنه هو الوحيد الرئيس الموعود وليس أحدا سواه. واعترف بأن ليس من السهل اقناعه باخلاء الساحة لسواه، كاشفا ان فرنسا فشلت في اقناعه بالتراجع عن الترشح، وأن الراعي عاجز عن مثل هذه المهمة، وكذلك الحريري الذي اعتبر الحوار بينه وبين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مجمّدا في الوقت الحاضر. كما أن عودة العلاقات السعودية - الايرانية الى التوتر لا تصب في خانة المساعدة على انجاز الاستحقاق الرئاسي، بسبب الخلاف الذي نشأ في الساعات الاخيرة بعدما وجه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الشهر الماضي رسالة الى القيادة الايرانية للانسحاب من سوريا.

 

وخلص الى أن لقاء روما يمكن اعتباره تحركا جيدا، لكنه يحتاج الى أداة للتنفيذ، وهي على الاقل غير متيسرة لا محليا ولا اقليميا ولا دوليا.