حظي التقارب الايراني السعودي الشهر الفائت باهتمام الاوساط السياسية والاعلامية في لبنان والمنطقة  لما له من تأثير ايجابي على مجمل الملفات العالقة في المنطقة بدءا بلبنان مرورا بسوريا فالعراق واليمن والبحرين وغيرها, وترك  اللقاء الذي عقد بين وزيري خارجية البلدين سعود الفيصل ومحمد جواد ظريف اجواء ايجابية في المنطقة واستبشر المراقبون المتابعون والسياسيون خيرا ما وراء هذا اللقاء , إلا أن التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أعادت عقارب الساعة إلى الوراء من خلال الانتقادات والاتهامات الحادة التي أطلقها حول ايران ودورها في المنطقة حيث قال الفيصل  : ليس هناك من تحفظ على إيران كوطن ومواطنين، وإنما التحفظ على سياسة إيران في المنطقة». وأضاف: «في كثير من هذه النزاعات هي جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل».
وتابع: «في سوريا مثلاً لديها قوات تحارب سوريين. في هذه الحالة، يمكننا القول إن القوات الإيرانية قوات محتلة في سوريا، لأن النظام، الذي دعا القوات الإيرانية لتساعده، فقد شرعيته».
وأضاف الفيصل انه «إذا أرادت إيران أن تسهم في حل المشاكل، فعليها أن تسحب قواتها من سوريا، وهذا الأمر يسري على المواقع الأخرى التي تعمل فيها إيران، سواء في اليمن أم العراق، أم في أي مكان آخر. وإذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل، فأهلًا بها، ولكن إذا بقيت جزءا من المشكلة فلا يمكنها أن تؤدي دوراً في المنطقة».
من جهتها ردت ايران على كلام الفيصل، من خلال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن «إيران أهم دولة تحارب الإرهاب في المنطقة»، معتبراً أن «ما نقل عن وزير الخارجية السعودي بأن ايران تحتل سوريا يتعارض مع أجواء المباحثات بين البلدين».
وأضاف عبد اللهيان: «ننصح السعودية بالحذر من مؤامرات أعداء المنطقة، وألا تفوت فرصة لعب دور إيجابي في المنطقة»، مؤكداً أن «إيران تساعد العراق وسوريا في محاربة الإرهاب ضمن أطر القوانين الدولية».وغمز نائب وزير الخارجية الإيراني من قناة السعودية قائلاً: «إذا أنهت السعودية وجودها العسكري في البحرين، فذلك سيؤدي إلى تحقق حل سياسي لبدء الحوار الوطني».
وقد اعاد هذا السجال الذي لم تعرف خلفياته السياسية بعد العلاقات بين البلدين الى نقطة الصفر ولا يخفى تأثير ذلك على متابعة الملفات العالقة في المنطقة ومنها الملف اللبناني تحديدا وخصوصا ما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية .
وفي هذا السياق وصفت مصادر متابعة تصريحات الفيصل بالمفاجئة خصوصا بعد اللقاء الاخير الذي حصل بين الطرفين وقالت هذه المصادر ان الاتهامات السعودية لايران تنطبق ايضا على السعودية نفسها حيث كانت من الدولة الداعمة للحركات و التنظيمات الاسلامية التي ولد منها تنظيم داعش وهي مازالت حتى اليوم تدعم بالمال والسلاح بعض المجموعات المسلحة في سوريا تحت غطاء المعارضة المعتدلة .ووقفت هذه المصادر عند التواجد العسكري السعودي في البحرين والذي يعتبر هو ايضا احتلال ضد ارادة الشعب البحريني .
واشارت هذه المصادر الى
أن  سعود الفيصل  تناسى عن قصد او غير قصد الخطر الداهم الذي تعاني منه المنطقة بأكملها جراء تمدد تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي وانتشاره في أكثر من منطقة وتناسى الدعم الكبير الذي قدمته المملكة العربية السعودية للجماعات والتنظيمات الاسلامية المتطرفة التي ولد منها تنظيم داعش وتناسى دور المملكة السعودية في تغذية المجموعات المسلحة في سوريا و العراق و اليمن وغيرها  .
وفي المحصلة رأت هذه المصادر ان هذا السجال سيؤدي من جديد الى عودة لعبة شد الحبال بين التيارات المتصارعة في في المنطقة وربما يشهد لبنان نصيبا من هذه اللعبة وخصوصا مع التحذيرات الاجنبية من احتمال حصول اعمال ارهابية جديدة في لبنان  .