الهبة العسكرية الايرانية للجيش اللبناني التي اعلن عنها الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني السيد /علي شمخاني / اثناء الزيارة الخاطفة التي قام بها الى العاصمة اللبنانية بيروت الشهر الماضي والتقى خلالها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام ورئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري , الاعلان عن هذه الهبة احدث نقاشا واسعا داخل  الطبقة السياسية الحاكمة بين مؤيد لقبول هذه الهبة ورافض لها .   وكما ان للفريق الذي يرحب بهذه الهبة وهو فريق الثامن من آذار  تبريراته المقنعة لجهة حاجة الجيش اللبناني في هذه اللحظة لأي هبة او مساعدة عسكرية في ظل التحدي الذي يواجهه من قبل  الجماعات الارهابية التي ترابض على الحدود الشرقية اللبنانية وتهدد  الامن والاستقرار في البلد الذي قد يؤدي الى فتن داخلية , كذلك  فان للفريق المعترض على هذه الهبة وهومن فريق الرابع عشر من  آذار تبريراته اذا كانت هذه الهبة مشروطة بقيود لا يقو البلد على  تحملها , او اذا كانت  ستؤثر على المساعدات الاميركية التي تصل  الى الجيش اللبناني تباعا , وتؤدي الى ايقافها لجهة ان الادارة  الاميركية قد تضع لبنان امام احد خيارين :   اما قبول الهبة الايرانية وحرمانه من المساعدات العسكرية الاميركية    واما رفض هذه الهبة واستمرار تدفق هذه المساعدات والتي  تصله ضمن رزنامة متفق عليها بين الطرفين وتحمل الطابع الكمي  والنوعي الذي يحتاجه الجيش في معركته ضد الارهاب .   لكنه وبغض النظر عن هذه التبريرات والتبريرات المضادة فانه من  حيث المنطق ليس للبنان ان يرفض مثل هذه الهبة بمعزل عن  كميتها ونوعيتها اذا كانت فعلا دون قيود او شروط ودون محاذير ,  اما اذا كانت هذه الهبة خاضعة لشروط لا يمكن للدولة اللبنانية  الالتزام بها , فلبنان لا ينقصه مشاكل وازمات يضيفها الى ازماته   المتراكمة والمتشابكة والتي لم يستطع ان يجد الى حلولها  سبيلا .   فلبنان في هذه اللحظة الحرجة قد لايكون بحاجة الى هبة  عسكرية من ايران , فهناك المساعدات العسكرية  الاميركية  والاوروبية وهناك الهبة السعودية الاولى ومقدارها ثلاثة مليارات دولار والهبة الثانية ومقدارها مليار دولاد لشراء اسلحة ومعدات  عسكرية ستبدأ بالوصول الى المخازن العسكرية للجيش خلال  الايام القليلة القادمة .   ان احوج ما يحتاجه لبنان اليوم هو المساعدة من كافة الاطراف  الاقليمية والدولية التدخل لانجاز ملف استحقاق انتخاب رئيس  للجمهورية والتقصير من عمر الفراغ الرئاسي الذي قارب الخمسة  اشهر .   فلبنان بحاجة الى هبة سياسية ايرانية وليس هبة عسكرية ,  على اهميتها , فالمطلوب من الجمهورية الاسلامية الايرانية  بادرة حسن نية تجاه لبنان وفحواها الايحاء الى حزب الله والطلب  منه العودة الى حضن الدولة وتخفيض سقف هيمنته وشروطه  للتوافق مع شركائه وتسهيل عملية انتخاب رئيس جمهورية  يقود سفينة اللوطن الى بر الامان .   ان لبنان لم يعد بمقدوره ان يبقى رهينة بيد حزب الله وان  يتحول الى ورقة بيد ايران تجعل منها اداة ضاغطة في صراعاتها  الاقليمية والدولية .