دعا البطريرك الماروني الكاردينال / مار بشارة بطرس الراعي /باسمالشعب اللبناني نواب الامة الى الاسراع بالمبادرة الى انتخاب رئيس

للجمهورية قبل القيام بأي تدبير آخر على مستوى استحقاق المجلسالنيابي , لكي يستقيم كل عمل وليضعوا حدا لمسلسل المخالفات  للدستور وحدا لأقناع الذات والمواطنين باستسهال المخالفات للدستور وعدم التقيد بمضمونه وبالاستغناء عن وجود رئيس للجمهورية , وهذا اخطر ما تصل اليه البلاد .

   وجاء كلام البطريرك خلال ترؤسه قداس يوم امس الاحد في كنيسة مار مارون في روما , حيث وجه نداء الى الاسرة الدولية وتحديدا الى منظمةالامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لوضع حد للتنظيمات الارهابيةوايقاف اعتداءاتها على المواطنين الآمنين وبالعمل على عودة النازحين من العراق وسوريا الى بيوتهم واراضيهم بكل حرية .

    واعتبر الكاردينال الراعي ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرورخمسة اشهر على الفراغ الرئاسي هو وصمة عار في جبين نواب الامة , وهذا ما افقدهم ثقة الشعب بهم , فوكالة الشعب لهم ليست ملكا يتصرفون به كما يشاؤون وبمعزل عن الشعب الذي منحهم هذه الوكالة .

   لا شك ان البطريرك الراعي يعبر عن هواجس الشريحة الاكبر من الشعب اللبناني , لما يترتب على الفراغ الرئاسي من تداعيات سلبية تنعكس على الواقع اللبناني الذي يعاني اصلا من اهتراء سياسي وفساد اداري ومصاعب اقتصادية ومشاكل اجتماعية ومعيشية , والاهم من كل ذلك الخلل الامني الذي يهتز على كافة الاراضي اللبنانية وبشكل دائم ومستمر بحيث انه لا يكاد يمر يوم واحد دون حدوث مشكلة امنية من هنا او هناك مصدرها ضغوطات الجماعات الارهابية الخاطفة للعسكريين والتي تحاول من خلالهم اختطاف البلد .  فمنذ دخول البلد في مرحلة الافراغ الرئاسي والتي بدأت في الخامس والعشرين من شهر ايار الاماضي والبطريرك الراعي لا يألو جهدا ولا يترك مناسبة دون ان يطالب اعضاء المجلس النيابي بانجاز الاستحقاق الرئاسي وقد بذل جهودا استثنائية من خلال لقاءات مع الفاعليات اللبنانية صاحبة النفوذ والتأثير وكذلك لقاءات واتصالات مع رؤوساء دول اوروبية كي تلعب دورا ايجابيا في هذا المجال , الا ان هذه الجهود والمحاولات لم تستطع ان تفضي الى نتائج مرجوة ومرضية .   فصحيح ان البطريرك بذل جهودا مضنية ومكثفة واجرى محادثات واتصالات على مستوى رفيع مع فاعليات وقيادات وزعامات داخلية وخارجية , ولكنه اخطأ الطريق للوصول الى تحقيق هذا المطلب الوطني الكبير وهو انتخاب رئيس للجمهورية , فلم يطرق الباب الذي يحجب خلفه المفتاح السري لقصر بعبدا . لقد طرق ابواب عواصم عديدة بحثا عن هذا المفتاح , لكن المفتاح خلف ابواب عواصم اخرى لم يرد ان يطرقها لأسباب ربما اكبر من الاستحقاق الرئاسي .

                             طانيوس علي وهبي