أكد الوزير السابق سليم جريصاتي أن لا مؤشرات ايجابية جديدة بالملف الرئاسي باطار المفهوم الذي أرساه تكتل "التغيير والاصلاح" مع حلفائه لجهة توافر عناصر الميثاق في شخص الرئيس المقبل، مشددا على أنّ أيّ تفاهم فوقي لن يفرض رئيسًا باعتبار أنّ الشعب اللبناني ذاق الأمرين من أنصاف الحلول والقرارات الرمادية. واعتبر جريصاتي، في حديث لـ"النشرة"، أنّ ما قد يسهّل عملية انتخاب الرئيس تفاهم ايراني سعودي يئد كل بذور الفتنة في لبنان ويأتي بعدها الرئيس من لدن الميثاق.   جهوزيتنا كاملة وأشار إلى أنّ الوضع الامني يشهد خروقات إلا أنّ قرار التصدي موجود لدى الفريق الذي يمتلك الميدان، وقال: "يكفي أن ننظر إلى جرود بريتال حيث تمت مباغتة حزب الله في أحد مواقعه وكيفية استعادته ودحر الارهابيين كما ان ننظر ناحية الجنوب أي إلى كيفية توجيه حزب الله رسالة قوية للعدو بأنّه حاضر وجاهز بكل حين لمواجهته ووضع حد لاستفزازاته وعدوانه". وأوضح جريصاتي أنّ "حزب الله" وجّه من خلال استهدافه قوة اسرائيلية في مزارع شبعا رسالة قوية ومزدوجة تقول أنّ "جهوزيتنا كاملة مع جيشنا الباسل وشعبنا الأبي للتصدي للعدوين معا، الكيان الغاصب والارهاب التكفيري، ونحن نرصد حشود التكفير بتسهيل من العدو او باشاحة نظر، وليعرف الجميع أن الرد سيكون على المعتدي ومن يرعاه ويسهل الحشد والمأوى".   حكومة تضامن الأضداد وأشار جريصاتي إلى أنّ الجيش اللبناني في عرسال "نجح بامساك المفاصل الرئيسية بحصاره الارهابيين في أوكارهم الجردية والأمل أن يكون الحصار مطبقا بكل المعايير العسكرية، ما يُمكّن المفاوض اللبناني من التفاوض بأوراق قوية لتحرير الرهائن العسكريين وازالة الاحتلال عن عرسال بعدما قال وزير الداخلية أنّها محتلة وهو توصيف خطير يستدعي ان يكون أولوية". وعن دعوة وزير الصحة وائل أبو فاعور الاطراف اللبنانيين لاعادة النظر بمبدأ المقايضة، قال جريصاتي: "الوزير ابو فاعور مشكور على مسعاه، لكن يبقى أنّه عضو بالسلطة الاجرائية وبالتالي ان دعوته لاعادة النظر بأسس التفاوض ومبادئه بما في ذلك المقايضة، من الأمور التي يجب أن تبحث داخل مجلس الوزراء باعتباره عضوًا فيه"، لافتا الى أنّه "اذا كان في الأمر رسالة لذوي المخطوفين فان الامر لا يفيد باعتبار ان القرار في مكان آخر". وأضاف: "أما إذا كان مجلس الوزراء يخفي عجزًا او خلافا على مبدأ التفاوض ومضمونه وفحواه تحت ستار من التوافق على تولي رئيس الحكومة أمر التفاوض، فهذا أمر يدعو للقلق ذلك أنّه يظهر مكامن ضعفنا في التفاوض غير المباشر مع الارهاب التكفيري، كما يُظهر عدم انسجام حكومة تضامن الأضداد في وقت تحتاج فيه البلاد أكثر ما تحتاج لمرجعية متضامنة في غياب رئيس الجمهورية وفي كنف الشلل الجزئي الذي يصيب السلطة المشترعة".   لنفاوض بأوراق قوتنا واعتبر أن لا مصلحة لأحد اليوم باظهار مكامن الضعف هذه والمطلوب التمسك بعناصر قوتنا ووحدتنا. ووجه جريصاتي نداء "للوزير الصديق أبو فاعور"، قائلا: "فلتفاوض الدولة بأوراق قوتها كي تكسب الرهان في تحرير العسكريين المخطوفين، فلا ترمي هذه الاوراق وتتسرع وتتهور راضخة لاملاءات الارهاب التكفيري القاتل". واضاف: "أعقدوا العزم على التحرير واسلكوا المسالك المؤدية اليه وشدّوا أزركم وفاوضوا بمهنية وحرفية عالية كما حصل في ملف مخطوفي أعزاز".