عذراً من الحمير لاستخدامهم في مجالات خارج خدماتهم الانسانية ولاعتبار الجاهلين من البشر حميراً لا يتقنون سوى النهيق وهو أنكر الأصوات كما جاء في القرآن الكريم .

يؤسفني أن أكتب خارج القضايا السياسية في واقع مثقل بالأزمات التي تدفعنا دفعاً الى ضرورة التفاعل معها للاقتراب من الأحداث التي تشكل مرحلة جديدة في تاريخنا العربي ...وأسفي هنا متعلق بالتعليقات المسيئة للوعي العربي على المقالات التي لا تلبي مزاج قارئ منتمي لطائفة أو لملّة أو لجهة حزبية وتعترض مع ايمانه الناقص بانتساباته السياسية لأحزاب لبنانية لا تدّعي العصمة في ممارساتها السياسية .

كلما كتب أحد مقالاً لا ينسجم مع العقلية الخاصة لجماعات الفتن في لبنان من أهل 8و 14 آذار يتطوع جمهور الطرفين الى النيل وببذاءة الى كاتب المقال وبطريقة شاتمة تفضح الشتامين وتعريهم وتكشف عن صبية متحمسة للسبّ فقط دفاعاً عن أحزاب آذار التي أثبتت فشلها في الحكم وفي المعارضة ولا تُقدّم دفاعاً مقبولاً وهو مبرر وضروري بواسطة وجهة نظر تعكس نقيضاً ونقداً لاذعاً وحادّاً للمقالات التي تنال من حزب الله وأمل وتيّار المستقبل والقوّات اللبنانية والعونية والكتائبية وآخرين من الحزبية اللبنانية المسيطرة على المشهد السياسي في لبنان .

لا أعرف من علّم هؤلاء السُفهاء النيّل من كتّاب المقالات ودون أن يقرؤوا أصلاً المقالات المكتوبة فهم يكتفون في أحايين كثيرة بقراءة العناوين ومن أكمل منهم قراءة المقالات لا يفقه مضمون المواضيع ويكتفي بسطحية فهمه للسبّ واللعن والشتم والتكفير و الاتهام بالعمالة المُصطنعة لأصحاب الحبر والمواقع الالكترونية وتحشيد لعنة المال في سمهم الزعاف لتشويه شخصيّات المقالات الت تعكس صوراً لواقعنا اللبناني والعربي بالطريقة التي يرونها مناسبة ولا يدّعون صحة وحقيقة ما يكتبون لأن الفكرة ليست منزّلة أو مُقدّسة وهي تحتاج الى المناقشة والاختلاف معها للتصويب والوصول الى جدل يثري ويغري القارئ والكاتب في آن معاً .

نحن بحاجة الى ناقدين للأفكار والى قارئين جادّين وجدّيين في الدفاع عن وجهات نظرهم أمام من يختلفون معهم في أحزابهم ومللهم وطوائفهم ومذاهبهم للدلالة على الوزن  العلمي والمعرفي للطائفة والملّة والمذهب والحزب وعلى مستوى الاختلاف في لبنان الذي لا يُفسد في الودّ قضية بل يصحح أخطاءه بفتح باب النقاش المسؤول وعلى مصرعيه  لاغناء التجربة اللبنانية والاستفادة من أدوات النقد المعرفي لانقاذ لبنانيّتنا من أحقاد الجهل الذي قضى على ما تبقى عندنا من رصيد علمي .

أتمنى أن نصل الى مستويات متقدّمة من الوعيّ للمحافظة على التزامنا بشبكاتنا السياسية والطائفية وهذا لا يكون بواسطة السبّ والشتم .. لهذا أدعو الشتامين والسبّابين ولوجه حبهم لعائلاتهم السياسية أن يخرجوا من لغتهم المذمومة الى لغة تنفع عائلاتهم المذهبية اذا كانوا فعلاً مخلصين لمن يحبّون من رموز سواء كانوا أفراداً أو جماعات  والاّ فثمّة شكّ وريب في ادّعاء الحب الذي جعلكم عًمياناً لا تُبصرون شمس الكلمة المسؤولة .