كشف سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن المفاوضات لحل سياسي للأزمة السورية بين الأطراف الدولية والاقليمية المعنية بدأت فعليا من تحت الطاولة، مشيرًا إلى أنّ أيا من الفرقاء المعنيين لا يتمسك ببقاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد خاصة في ظل وجود فيتو أميركي عليه. وأشار طبارة في حديث لـ"النشرة" إلى أنّ أميركا لا تنسق حاليا مع النظام السوري لتوجيه الضربات لـ"داعش"، موضحًا أنّها تكتفي بإعلامه بأن مقاتلات التحالف في الجو، ما يعني "التحييد وليس التنسيق". وقال: "الولايات المتحدة الأميركية اتخذت قرارا بأن لا مجال لأن تحكم الأقليات بعد اليوم وبأن المطلوب اشراك كل القوى الطائفية والسياسية بالحكم".   مخطط أوباما جميل جدا على الورق واعتبر طبارة أنّ العملية ضدّ "داعش" جاءت متأخرة بسبب قرار الرئيس الأميركي بعدم إقحام الأميركيين بالمزيد من الحروب، وهو ما كان يؤيده الرأي العام الاميركي وصولا لإعدام "داعش" الصحافيين الأميركيين ما أدّى لدعوة الأغلبية الساحقة من الاميركيين لخوض غمار الحرب ضد "داعش". واشار طبارة إلى أنّ أوباما لا يزال يتمسك باستراتيجيته القائلة بالقيادة من الخلف لذلك وضع القوى العربية السنية في الواجهة وجنّب اقحام ايران وغيرها من الدول الشيعية بالعملية لعدم خلق فتنة كبيرة سنية – شيعية، موضحا أنّ مخطط أوباما على الورق "جميل جدا" لكن مشكلته بالتوقيت، وقال: "هو يخطط لتقوية القوى المعتدلة في المعارضة السورية من خلال تدريبها وتسليحها وتجفيف منابع التمويل على التنظيمات الارهابية، لكن هذا المخطط يحتاج ما بين 6 و8 أشهر كي يتفاعل على الأرض". واعتبر أنّ سير التطورات بوتيرةٍ متسارعة وخاصة مع إقدام "داعش" على قضم عددٍ كبير من المناطق آخرها المناطق الكردية، جعل أوباما يستعجل البدء بتطبيق خطته، لكنه لفت إلى أنّ "المعضلة التي يواجهها هي بتهيئة القوى القادرة على استلام المواقع التي يخليها "داعش".   لبنان منخرط بالتحالف الدولي وتطرق طبارة لامكانية انعكاس التطورات الأخيرة على الوضع اللبناني، لافتا إلى أنّ لبنان منخرط بالتحالف الدولي ولكن على "الطريقة اللبنانية، باعتبار أنّه طرف غير فاعل وغير قادر على أن يغيّر كثيرا بالمعادلات على الارض وهو ما يتفهمه المجتمع الدولي تمامًا". وعن إمكانية أن يتأثر لبنان سلبا ببدء الضربات لمواقع "داعش" من خلال تدفق الارهابيين الى الداخل اللبناني، قال طبارة: "لجوؤهم الى لبنان وارد لكن ليس على الامد القصير، فهم لن يتركوا المناطق التي يسيطرون عليها إلا بعد ازدياد الضربات كثيرا عليهم وخنقهم بالحصار". ولفت الى ان البلد الاقرب لعناصر "داعش" للهروب اليه هو تركيا.