اعتبر السفير اللبناني السابق في واشنطن عبد الله بوحبيب  أن الحرب ضد "داعش" ستبدأ بالعراق على أن تنتهي بسوريا، لافتا إلى أنّها ستكون أشبه بـ "حرب وهابي ضد وهابي متطرف بمساعدة اميركية".
ورأى بو حبيب، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الحلف الاقوى حاليًا بمواجهة "داعش" هو الحلف الأميركي – السعودي – العراقي، باعتبار أنّ الولايات المتحدة الاميركية بدأت بمساعدة الجيش العراقي والاكراد ما أدّى لنجاحهم باسترجاع عدد من القرى والبلدات العراقية التي سيطر عليها "داعش" بوقت سابق، لافتا إلى أنّ المساعدة الأميركية ستقتصر على تنفيذ ضربات جوية ولن تتطور إلى إرسال قوات برية، "باعتبار أنّه سيكون على الجيوش المحلية تولي العمليات البرية".

 

استبعاد نظام سوريا طبيعي
وأشار بو حبيب إلى أنّ خطر "داعش" لم يعد يقتصر على العراق وسوريا وبالتالي بلدان نشأتها وتواجدها بل هو يطال السعودية والأردن ولبنان وحتى الدول الغربية باعتبار أنّ لدى التنظيم المتطرف حاليًا أكثر من 5000 داعشي أوروبي وأميركي.
واعتبر أنّ توقيع لبنان على بيان جدة لا يعني انخراطه في حلف معيّن باعتبار أن لا وجود حاليًا لحلف بكلّ ما للكلمة من معنى، علما أنّ لبنان والاردن لن يكونا طرفين أساسيين وفعالين بمواجهة "داعش" فلا واجبات أو طلبات يستوجب أن يلبيانها.
وعن استبعاد النظام السوري عن المواجهة المرتقبة مع "داعش"، اعتبر بوحبيب أنّ هذا الاستبعاد "طبيعي" في ظل الخلاف الجذري ما بين الغرب والنظام السوري، "ولذلك تم الاتفاق على أن تدرب أميركا حوالي 10 آلاف مقاتل مما يسمى الجيش الحر في السعودية ليقوم بالمهمة التي يقوم بها الجيش العراقي والبشمركة الكردية حاليا مع البدء بتوجيه ضربات جوية أميركية لداعش في الداخل السوري".

 

3 تحالفات في المنطقة
واشار بوحبيب إلى أننا حاليًا بكنف 3 تحالفات بالمنطقة، ايران والشيعة العرب، تركيا وقطر والاخوان المسلمين والى حد بعيد داعش، والسعودية مع بعض دول الخليج. ورأى أنه "ليس من مصلحة اي من الفرقاء اشراك ايران بمواجهة داعش ما سيحول المواجهة لحرب سنية شيعية".
وشدّد بوحبيب على وجوب انتظار كيف ستنطلق عمليات المواجهة في العراق للحسم بامكانية نجاحها، لافتًا إلى أنّ النظام السوري لن يستعيد الاعتراف الغربي والسني بشرعيته من دون تحقيق وفاق وطني مماثل للوفاق الذي حصل في العراق باطار الحكومة الجديدة.
وتناول بو حبيب الوضع اللبناني، لافتا إلى أنّ العامل المطمئن الوحيد هو توافق كل القوى السياسية على وجوب تجنب التفجير واحتواء اي اشكال أمني، مشيراً إلى أنّ المشكلة تكمن بغياب القرار الموحد بمواجهة "داعش"، "لذلك يُترك الجيش اللبناني بالمواجهة بغياب الغطاء السياسي اللازم ومن دون تعليمات صارمة".