حتى الآن لا أحد يعرف عن داعش سوى ما مارسته من أعمال حيوانية وحشية في سورية والعراق ولبنان ولا احد يعرف تمام المعرفة من هي الجهة الدولية أو الاقليمية الداعمة لداعش والمنظمة لدورها في منطقة تعجّ بالداعشيين . والكل يتعاطى مع داعش على أنها عدو يجب التخلص منه في أسرع وقت ممكن فالشيعة ينظرون اليها كمجموعة لا تمت بصلة الى الاسلام الحنيف أو أنها جماعة متطرفة استحوذت عليها أفكار ابن تيمية ومتطرفي الفهم الديني السلفي هذا في التوصيف العقائدي لها أم في التوصيف السياسي فهي صنيعة الغرب وأمريكا تحديداً وعلى علاقة عضوية بدول عربية داعمة للارهاب الديني اضافة الى مسؤولية مباشرة لدولة اقليمية بارزة في منطقة الشرق الأوسط من أجل ضرب الاستقرار وخلق فوضى خلاّقة ومواجهة مشروع الممانعة والمواجهة وضرب المقاومة كلّ ذلك خدمة لاسرائيل .

أهل السُنة والجماعة ينظرون الى داعش كبضاعة موضّبة ايرانياً ومصدرة الى المنطقة للاساءة الى المعارضة السورية عبر الاشارة الى ارهابيتها من خلال هذه العناصر الدخيلة على الثورة السورية والتي اتضح للقاصي والدني أن داعش تعمل لخدمة ولصالح النظام في سورية وأن الممارسات الجهنمية الداعشية قدّ طالت المعارضة السورية ولم تطال النظام الذي لم يحرك صاروخاً أو دبابة أو طائرة على داعش المكشوفة التواجد في المحافظات التي تسيطر عليها وخاصة في مناطق النفط التي تسيطر عليها وتجني من خلالها ثروات ضخمة . وفي العراق أيضاً يرى أهل السُنة والجماعة أن ايران ومن خلال سطوتها وسيطرتها على العراق وافشالها للعملية السياسية فيه وملاحقة المكون السُني بواسطة آلة القتل المتعددة الأسباب والمتنوعة الأفعال قدّ خلقت شعوراً طائفيّاً سُنيّاً حاداً دفع بهم الى أيّ خيار ينقذهم من طغيان ايران في العراق ودفع جرّ العراق الى الحرب السورية بقرار ايراني الى ازدياد المشاعر السُنية سلبية من شيعة ايران السياسية الأمر الذي جعل من العراق أرضاً خصبة لداعش وغيرها وبالتالي فان أهل السنة والجماعة يسألون المعنيين في العراق من المسؤول عن وجود داعش العرب أم ايران ؟ من هي الدولة المسيطرة على العراق والمتواجدة بكامل أجهزتها الأمنية والعسكرية ايران أم السعودية أم تركيا أم قطر ...؟ من المتواجد على الحدود التي أحتلتها داعش من الحدود السورية الى الحدود الايرانية ايران أم دول مجلس التعاون الخليجي ؟ ومن يمسك برقبة الاقتصاد العراقي وبثروة العراق الدولة التي منحت من قبل أمريكا عراقاً على طبق من ذهب أم الدولة المتضررة من اعطاء العراق لايران ؟ قالدولة الممسكة هي الدولة المتحكمة باقليم العراق وبموارده ومصادره وبسياساته . وفي لبنان يشير أهل السُنة والجماعة الى دور ايران المتقدّم على أيّ دور آخر نتيجة تحكمها بقدرة طائفة لا يوازيها قوّة أخرى وهي المعنية في الأمن وفي السياسة فالقوى الهاربة والمختبئة في لبنان هي من تملك القرار اللبناني أم الجهة المسلحة بكل ّشيء والتي أنتجت بتصرفاتها الالغائية من 7أيار الى القمصان السود الى تهم العمالة الجاهزة لكل مخالف والنبرة الاستعلائية على جهة لبنانية لا تحتاج الى حديّة لأنها راكنة لقوّة 8آذارومستسلمة لها. ويعتبر أهل السُنة والجماعة أن وصول داعش الى عرسال جاء عن طريق القصير ومن ثمّ القلمون ومن خلال وساطة معروفة قضت بانسحاب المسلحين من المناطق التي حررها الايرانيّون .

من جهتها لم تعط الولايات المتحدة توصيفاً للحالة الداعشية سوى بالجماعة الارهابية المُضرة بمصالح الجماعة الدولية ولم تحمل دولة من الدول مسؤولية رعاية الارهاب واعتبرت أن الارهاب يتغذى من الصراعات الطائفية والمذهبية ومن غياب الديمقراطية وعلى الجميع التعامل للتخلص من هذه الظاهرة النجسة . وتبعت أوروبا أمريكا في موقفها من داعش .

اسرائيل وحدها الدولة الآمنة من داعش وغيرها وتتابع عن كثب استمرارالحروب بأبعادها الطائفية والمذهبية والدينية وتماشياً مع الموقف الأمريكي أعلنت جهوزيتها للتعامل مع أيّ فعل دولي ضدّ داعش .

لا شك بأن لائحة المواقف كبيرة جداً وهي تشمل دول عديدة معنية بما يحدث في العراق وسورية وهي متباينة حيال المسؤوليات المؤدية الى انتشار ظاهرة داعش بسرعة قياسية خيالية لا مثيل لها عللا الاطلاق . لذا تشير بانوراما المواقف الشيعية والسنية والغربية الى تفاوت يعطي الظاهرة الداعشية فضاءً أوسع ويمنحها الوقت الكافي واللازم لتحقيق أهداف تلبي في الشكل مصالح المختلفين في أمرها ولكنها في المضمون تؤذي مصالح من يتساهل معها. فهل يتفق المختلفون فيها على قطع أسباب وجودها للاجتثاث جذور داعش ؟ أم أنهم سيوفرون لها المزيد من الأسباب للابقاء عليها ؟ أعتقد أن الجميع ذاهب الى أعطاء داعش من الألسنة الحادة  ما يكفي لابقاء سكين الذبح مسلطة على خراف العرب .