قالها الرئيس الامركي باراك أوباما بالأمس في كلمته موصّفا " منظمة " داعش انها ليس دولة إسلامية، وبأنها ليست دولة أصلا، بل هي مجرد حركة إرهابية تقتل وتغتصب وتهجّر، وأضاف الى ذلك انها لا تشكل خطرا فعليا على الامركيين في وطنهم وبان خطرها يختصر الى منشآت امركية وبعض مصالحها في المنطقة التي تتواجد بها ليس الا،

فاذا ما كان هذا هو التشخيص الحقيقي لحجم داعش ومستوى الخطر الذي تشكله على المصالح الامركية الحيوية بالمنطقة ، ومع مقارنة بما يمكن للسياسة الاميركية من الاستفادة وتجيير مفاعيل ما يقوم به هذا المخلوق المسخ ( داعش ) وتسييله لخدمة مشروعها، فان النتيجة المفترضة يجب ان لا تؤدي الا الى مزيد من الاستمرار بالسياسة "الاوبامية " المعتمده على قاعدة " التطنيش " و" البطيخ يكسر بعضو "

او على اكثر تقدير الى اجراء خطوات ردعية كالتي شاهدناها بعد شطوح المسلحين الإرهابيين وتمددهم  شمال العراق، والاقتراب ناحية تكريت ، حيث تكفلت حينئذ بعض الغارات الجوية للطائرات الاميركية  للقول بشكل واضح لداعش وغيرها بان " حدك ع الزعرورة "

وبناءا على ما تقدم وحتى لو فرضنا جدلا بان الإدارة الامركية قد اقتنعت بضرورة اجتثاث هذا المرض الداعشي من الوجود واستئصال هذه الحركة عن بكرة ابيها، فان الموضوع برمته لا يحتاج الى كل هذا الضجيج الإعلامي وكل هذا الحشد الدولي الذي شهدناه بمؤتمر جدة ، والذي لم نكن نشهد أمثاله الا في حالات يراد منها اسقاط أنظمة قائمة تتمتع بحد ادنى من الاعتراف الدولي، مما قد يسفر عن قرار تبديلها وازالتها،  تحول باللعبة الجيوسياسية بالمنطقة مما يستوجب هكذا حجم من الحراك وضرورة تجميع حاضنة إقليمية متنوعة من اجل تشكيل نوع من رافعة دولية وغطاءا إقليميا يسبق تنفيذ القرار،

اضف الى ذلك فان حالة الرعب التي يعيشها النظام السوري والهواجس التي يعبّر عنها من وراء هذا المستجد بالنظرة الامركية انما تدل على معرفة بان وراء الاكمة ما وراءها، ويزيد من حجم تخوف بشار الأسد واعتبار انه هو ونظامه المقصودان من كل ما يجري هو الموقف الإيراني المتأرجح بين اعلان رفض الانضمام الى هذا التكتل الذي تقوده اميركا من جهة ، ومن جهة أخرى الكثير من التسريبات الإيرانية المرحبة والداعمة والتي تجلت بالسماح لوزير خارجية لبنان ( الممانع ) بالمشاركة في مؤتمر جدة في حين ان من المعروف بان مشاركة جبران باسيل ما كانت لتكون لولا الضوء الأخضر الحزبللهي ومن خلفه الإيراني،

وعليه فان كل المجريات تقول بان متغير كبير سوف يطرأ  في الأيام القادمة على المشهد السياسي بالمنطقة، وان تحول ما سوف نشهده يكون استكمالا لاختفاء نور المالكي عن المسرح العراقي وهو حتما اكبر من مجرد القضاء على حركة إرهابية، وبان القصة مش قصة داعش ...