تشابك العلاقات الاقليمية والدولية في المنطقة العربية وتداخل المصالح فيما بين دول منطقة الشرق الاوسط ودول العالم والسعي الدولي لتشكيل تحالف واسع يبدأبالولايات المتحدة الاميركية ردا على الانتشار البربري للجماعات الارهابية في غير دولة في المنطقة العربية وخصوصا في العراق وسوريا حتى لامس اطراف الحدود الشرقية للبنان ,والممارسات المتوحشة التي اقدمت عليها من قتل وذبح وصلب وتشريد واغتصاب للسكان المحليين حيث تطأ اقدام عناصرها والمخاطر التي يمكن ان تنتجها هذه الممارسات الدموية على امن  واستقرار دول المنطقة وعلى المصالح الدولية في مختلف بقاع العالم . كل هذا شكل المشهد السياسي الدولي والاقليمي حيث تمت صياغته ابتداءا من الموقف الاميركي حيث صرح الرئيس الاميركي /باراك اوباما /بانه سيعلن يوم الاربعاء في العاشر من الشهر الجاري بدء خطة لمواجهة تنظيم داعش وتفرعاتها التي قد تشكل في نهاية المطاف خطرا على الولايات المتحدة وسنكون جزءا من تحالف دولي ينفذ ضربات جوية دعما للعمل على الارض الذي تقوم به القوات العراقية والقوات الكردية واستبعد ارسال قوات برية اميركية للقتال في العراق وسوريا وتعهد اوباما بتعقب قادة داعش واصطيادهم في اي مكان يوجدون فيه ,وقال ان المرحلة المقبلة في المواجهة مع هذا التنظيم الارهابي هي المرحلة الهجومية ,وكررالدعوة الى مشاركة الدول الاقليمية ذات الاكثرية السنية في المواجهة العسكرية مع داعش ومن بينها السعودية والاردن ودول الامارات وتركيا لأن داعش تشكل خطرا مباشرا عليهم وكرر رفضه التعاون مع نظام الرئيس السوري في المواجهة مع داعش لأن الاسد عامل شعبه بوحشية وخصوصا الاكثرية السنية .

     وهذا التحالف الدولي ينتظر ولادة الحكومة العراقية الجديدة ليبدأ تحركه واطلاق شرارة الحرب ,مما يعني ان مفتاح هذه الحرب بيد الرئيس حيدر العبادي المكلف تشكيل الحكومة /وقد تم تشكيلها ونالت الثقة/وحلفائه وخصومه السياسيين ,واستنادا الى هذا الواقع فلا قيمة لهذا التحالف الدولي بالمعنى السياسي ما لم يقابله قيام تحالف اقليمي بين الحلفاء والاعداء على حد سواء ,لذا يشدد الاميركيون والاوروبيون على وجوب مساهمة شركاء في المنطقة كالسعودية وتركيا والاردن والامارات ,فيما يلف الغموض الموقف من دور ايران وكذا موقف تركيا .

      وفي السياق عينه فان هناك رغبة جماعية وتلاقي مصالح بين دول المنطقة لمواجهة الجماعات الارهابية المتطرفة ,لكن لن يكون سهلا على اي دولة الانخراط ميدانيا في الحرب .

     القوى الغربية تشدد على استحالة التدخل الميداني لأي قوات اطلسية وتقول انه على القوى المحلية في كل من العراق وسوريا القيام بهذه المهمة فضلا عن مساهمة دول الجوار في هذه الحرب ,وليس المقصود بمساهمة دول الجوار ان تزج هذه الدول بقوات برية في حربها على داعش ,فدون مثل هذا التدخل محاذير لا يمكن تجاوزها ,ويبرز هنا دور الجيش العراقي للقيام بهذا الدور وتبدو الحاجة ملحة وعاجلة لاعادة تشكيل الوية هذا الجيش وتزويده بكل ما يلزم من اسلحة وعتاد لتمكينه من خوض الحرب ضد هذه الجماعات الارهابية وملاحقة فلولها في كافة المناطق العراقية التي احلتها وبدعم جوي من الدول الاطلسية .

     في الجانب السوري يبدو الامر مختلفا فمع استحالة تعاون التحالف الدولي مع نظام الرئيس الاسد يبرز دور المعارضة السورية كخيار بديل بعد تزويدها بكل ما تحتاجه لخوض هذه الحرب . وقد باشرت تشكيلات الجيش السوري الحر تحركا ميدانيا لخوض معارك قد تبدو شرسة ضد تنظيم داعش بغية القضاء عليه ,وكذلك اكد رئيس الائتلاف الوطني على ان السوريين  جميعا يواجهون ارهاب داعش ومن جهتها جبهة ثوار سوريا اعلنت الحرب على عناصر داعش في كل مكان يتواجدون فيه .

    الحرب الكونية بدأت على هذه المخلوقات الغريبة ولن تكون سهلة وقد تستغرق شهورا وربما سنوات كما قال وزير الخارجية كيري ,والقضاء على هذه المنتوجات المخابراتية ليس بالامر السهل ولكنه ليس مستحيلا .

                           طانيوس علي وهبي