نجحت داعش في جرّ اللبنانيين الى فتنتهم المنتظرة من خلال تناديهم الى ممارسة ما تمارسه داعش من ذبح للمسجونين في سجن رومية والتعديّ على سوريين مقيمين في لبنان هرباً من حربهم الضروس ..لم أتفاجأ بسيل التصريحات الداعية الى تنفيذ حكم الاعدام بالمعدومين من جماعات التطرف والارهاب من قبل مسؤولين ومواطنين جرتهم العاطفة والحماسة المخلصة الى الموقف الذي تريده داعش منهم لادخال لبنان في حمامات الدم المذهبي تحصيلاً لأغراض تخص داعش بدراجة أولى .

ما تريده داعش هو وضع لبنان أمام الفتنة الطائفية ودفعه الى مزاولة ما يزاوله السوريون والعراقيون من قتل يومي وتدمير فعلي لذلك اشترطت ما يشبه الاعجاز ولم تمهل الحكومة اللبنانية الوقت الكافي لازالة العوائق من أمام الحلول لذلك أسرعت وتسرع في استعمال السكين لنحر لبنانيين لا علاقة لهم بالأزمة السورية ولا بمضاعفاتها المذهبية والاقليمية ولكن قتلهم يساعد النصرة أو داعش على تحقيق مبتغاهم في ضمّ لبنان الى جوقة الحرب الدائرة في المنطقة .

ربما يسأل الكثيرون من المتفاعلين مع الأسرى العسكريين عن تدابير ممكنة لنجاة شبابنا من عصابات النصرة وداعش غير استخدام الوسائل التي يلوحون ويضغطون بها على الطبقة السياسية لاستعمالها من قبيل العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم . ولا يحضرنا جواب شافي لحل مشكلة شائكة الاّ أن انعدام الخيارات والوسائل ليس مقفل الأبواب فثمة تجربة ناجحة لأسرى اعزاز ويمكن الاعتماد عليها لتحرير باقي المعتقلين العسكريين لأن السير على سكة السكين سيذبح الجميع ونحن بحاجة الى سير آخر يخرجنا من مُضلاّت الفتن ويعصمنا من الغرق بدمائنا .

أقول للساعين وراء فعل يقربهم من أفعال داعش تريثوا فما النصر سوى صبر ساعة فلنعطي العقل دوراً مما نحن فيه بتغليب منطقه وليتحرك المعنيون سريعاً للتوسط لدى مؤثرين على داعش اذا ما أرادنا الوقوع في فخاخ داعش ودخلنا باب الفتنة طوائف ومذاهب وأديان .

نحن أمام مرحلة خطرة جداً تحتاج الى جرعة زائدة من العقلنة ومن العمل الجاد والفعلي لتحرير العسكريين واللبنانيين من اشتراطات داعش القاتلة اذا ما أردنا التخلص من خطط مسلحي جرود عرسال .

يقيني أن المسألة تتعدى حدود العسكريين فالأطراف المعنية تعرف جيداً عمق الأزمة بين جهات متصارعة على كسب مكاسب سياسية وميدانية تحسيناً لشروط أكبر من ارهابيّ رومية وأهم بكثير من ملف جهاديّ فتح الاسلام وجماعات القاعدة .

مرّة جديد أمل عرسال  بالسلام  ضعيف جداً وخيارات الحرب عليها مفتوحة من أكثر حدب وصوب .