ينوي لبنان طرح قضية الارهاب والمطالبة بوضع استراتيجية عربية على الدورة الـ 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب التي ستفقد في القاهرة السبت المقبل 6 ايلول في مقر جامعة الدول العربية على مدى 48 ساعة، والدافع هو المطالبة بضمان المكافحة الحقيقية لهذه الظاهرة التي طاولت لبنان في الثاني من الشهر الماضي بعد سوريا والعراق، ورد الجيش اللبناني على هجمات كان شنها مقاتلون من تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" على مواقع في جرود عرسال كانوا سيطروا عليها فاستعادها بقوة وبسرعة. ووسع تحصيناته، لكن الاثار السلبية للمواجهة لا تزال قائمة، وتتمثل باحتجاز جنود من الجيش وقوى الامن الداخلي. ومن اقسى تلك النتائج التي تتسبب باحراج للقيادة العسكرية ذبح الرقيب الشهيد في الجيش علي السيد من بلدة فنيدق العكارية، لان السلطة لم تتجاوب مع شروط المحتجزين من العسكر.

 

فشلت المساعي التي بذلت، وثار الاهالي عندما رأوا ابناءهم يناشدونهم انقاذهم من خلال اشرطة فيديو تبث على الشاشات الصغيرة والا فسيلقون تباعا المصير السيئ، مما دفع الاهالي الى التظاهر وقطع الطرق واطلاق النداءات الى الرئيس تمام سلام وقيادة الجيش والى الخاطفين لاطلاق اسراهم.

 

وجاء في تقرير ورد من مندوبية لبنان لدى الجامعة في القاهرة الى وزارة الخارجية والمغتربين ان الدورة افتتحت امس على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الامين العام للجامعة نبيل العربي الذي حذر من ظاهرة الارهاب واعتماد الذبح طريقة للضغط على السلطات لتحقيق المطالب. وانتقد مسؤولون لبنانيون الامين العام العربي لاكتفائه في كلمته بالاشارة الى ان ميثاق جامعة الدول العربية لا يضمن الآليات التي تتعامل مع مثل هذه الميليشيات العابرة للحدود، مع انه سبق ان دعا المجلس الى "اتخاذ اجراءات عملية لمواجهة مثل هذه التحديات". واقترحوا على العربي ان يطلب الى كل وزير خارجية يشارك في الاجتماع الوزاري ان يحمل معه مشروعا عمليا لمكافحة الارهاب، وان يصطحب معه وفدا عسكريا متخصصا من اجل وضع خطة عسكرية عملية يستكملها اجتماع عسكري رفيع المستوى من اجل وضع اجراءات عملية، لان الظروف لا تتحمل الانتظار والاجتماعات الروتينية، فيما تنظيم "داعش" بات على الحدود مع لبنان وفقا للتقارير الاستخباراتية الواردة الى الاجهزة الامنية، وهذا التنظيم يضع شروطا على الحكومة التي ترفض الانصياع لها من اجل الحفاظ على هيبة القضاء.

 

وبرر المسؤولون دعوتهم تلك الى العربي بأن الرئيس باراك اوباما سيوفد وزيري الخارجية والدفاع من اجل مناقشة افكار اميركية لمكافحة الارهاب تقوم على مشاركة عسكرية عربية ولا تقتصر على الاميركية منها. وهذا ما حدا احد المسؤولين الاميركيين الى السؤال لماذا يريدون منا ان تقصف مقاتلاتنا مواقع "داعش" في العراق ولا يقوم بذلك الطيران السعودي او الاردني؟

 

ولفتوا الى ان على وزراء الخارجية تجنب المواقف الكلامية وغير العملية، والتي تلامس النفس الملحمي فيها "داعش" يتقدم ويقتل ويذبح ويشوه سمعة العرب والمسلمين بتصرفاته؟

 

وتوقف احد الديبلوماسيين اللبنانيين عند ما ورد في كلمة رئيس الدورة الحالية، مندوب موريتانيا الدائم لدى الجامعة السفير ودادي ولد سيدي هيبة. الذي دعا الى التركيز على "التضامن مع لبنان" من دون اعطاء اي تفاصيل عن الاوضاع الشديدة الخطورة في كل من سوريا والعراق وليبيا وسمى الاخيرة بأنها "اشكاليات متصلة بالنواحي الامنية".

 

وأبدى الديبلوماسي امله في ان يتوصل الوزراء في دورتهم العادية وفي ظل الظروف الاستثنائية الى اتخاذ موقف عربي يحصن لبنان من اي اعتداءات "داعشية" جديدة يمكن ان تشن عليه والابتعاد عن تكرار عبارات تتضمنها القرارات الوزارية مستخلصة من مجلدات ترسل الى الدول الاعصاء.