في سياق احدى النقاشات الفيسبوكية على صفحتي وضمن دفاعه عن خطوة وزير العدل اشرف ريفي التي اقدم عليها بعد احراق علم "داعش " من قبل بعض شباب الاشرفية وكنت قد انتقدتها، وما تبعها من اعلان لجبهة النصرة عزمها لعدم الافراج عن الجنود المسيحيين والمطالبة بالاعتذار، كتب احد الأصدقاء ردا على ما افترضته انا انها خطوة عَمِل الإرهابيون على استغلالها بعد ان تحولت الى قضية ، فقال : " لا اظن بان جبهة النصرة لديهم هذا الدهاء "

استوقفتي عبارة صديقي كثيرا، بالخصوص  عند متابعة مجريات الأمور وطريقة إدارة هذه المجموعة،  وبالأخص بعد احداث عرسال وخطف الجنود اللبنانيين

فسلّمت بما قاله، اذ أنّى لهذه العقول المتوحشة والتي لا تكاد تجيد سوى سياسة تنفير الناس والانفضاض من حولها وزيادة العداء لها من خلال ما تبثه هي من صور وافلام تقول بشكل واضح لكل العالم اننا لسنا الا مجموعة من القتلى والمجرمون

فليس عبثا كان اختيار جندي لبناني من الطائفة السنية ومن الشمال تحديدا وتسريب صور جثته مقطوع الرأس ، هذا الجندي نفسه (علي السيد) الذي كان اعلن انشقاقه عن الجيش اللبناني وانضمامه الى جبهة النصرة نفسها في فترة سابقة ( بحسب شريط مصور له بث على صفحات الانترنات )!! ,

ثم ما تلى ذلك من الافراج عن الجنود والإبقاء على الشيعة والمسيحيين منهم بشكل خاص، وطلب الاعتذار من المسيحيين على حادثة الاشرفية وقبل هذا وذاك اقتحامهم لمدينة عرسال واشتباكهم مع الجيش اللبناني وتعريض أهلها وساكينيها الى مخاطر كبيرة بعد ان فتحت هذه المدينة قلبها وصدرها وما شكلت ولا تزال تشكل قاعدة خلفية سلمية للمعارضة السورية المسلحة، تضمض جراحاتهم وتأوي ناسهم واهاليهم واطفالهم،

فبجردة سريعة جدا على أداء وسلوك هؤلاء الإرهابيون، تكون المحصلة النهائية

-           خسارة عرسال وأهلها بعد ان تحول المسلحون الى مصدر خطر عليها

-           اعلان العداء على الجيش ومن ورائه الشعب اللبناني بجميع اطيافه

-           حالة من الاشمئزاز والغضب تسود الطائفة السنية الشمالية ( البيئة الحاضنة المفترضة )

-           المزيد من الالتفاف والتفهم الشيعي حول حزب الله وقرار قتاله في سوريا

-           تقديم حزب الله على انه حامي لبنان بشكل عام وحامي الأقليات بشكل خاص

-           احراج قوى الاعتدال عبرالسحب من يدها ورقة تدخل حزب الله في سوريا وتحويل هذا التدخل وكأنه مطلب اجماعي

كل هذه النتائج وغيرها والتي تعتبر اهداف اعجازية لم يكن يحلم بها حزب الله، والتي حققتها له جبهة النصر بسلوكها الاجرامي وافعالها المتهورة وغبائها الفاضح ،، حتى انه ليخال المرء بان حزب الله هو الذي يرسم ويخطط وان جبهة النصرة تنفذ,