لم يعد خطر داعش واخواتها على لبنان خطرا وهميا او متوقعا او مؤجلا، فهذا الخطر اصبح يحيط بلبنان من كل جانب وهو لن يقتصر على عرسال ومحيطها بل سيمتد الى كل مناطق الحدود وسيصل الى كل المناطق اللبنانية وصولا الى سجن رومية، والمعارك بين الجيش اللبناني والاجهزة الامنية والعسكرية من جهة وبين داعش واخواتها ومؤيديها المعلنين وغير المعلنين ستتوسع يوما بعد يوم وقد نشهد يوميا هجوما او معركة او اشتباك اما على الحدود او في بعض المناطق والبلدات اللبنانية، خصوصا في ظل انتشار العديد من المؤيدين لداعش واخواتها في هذه المناطق وتحت عناوين متفرقة.

وعلى ضوء هذه المعطيات التي تؤكدها مصادر عسكرية وامنية وسياسية لبنانية ، لم تعد المعركة محصورة بالجيش اللبناني والاجهزة الامنية والعسكرية، ولن تعد حجة مشاركة حزب الله في الصراع السوري هي الحجة والسبب لوصول داعش الى لبنان، فمشروع الدولة الاسلامية في العراق والشام واقامة الخلافة الاسلامية تشمل كل دول المنطقة، ولبنان والاردن سيكونان في المقدمة كما أكد امس وزير الخارجية البريطانية وكما تؤكد ادبيات داعش واخواتها.

اذن الخطر كبير والجيش اللبناني والاجهزة العسكرية والامنية غير قادرة على المواجهة لوحدها كما اثبتت معركة عرسال وكما تشير مصادر مطلعة على اجواء المؤسسات العسكرية والامنية، لذا لا بد من اطلاق مشروع "المقاومة اللبنانية الشعبية" برعاية المؤسسة العسكرية اللبنانية لمواجهة هذا الخطر، وهذه المقاومة تضم جميع اللبنانيين ومن جميع الطوائف والمذاهب والاحزاب وتكون موحدة تحت اشراف الدولة اللبنانية وهدفها دعم الجيش اللبناني في المعركة ضد داعش واخواتها، وهذه المقاومة ليست لجانا شعبية مستقلة او امنا ذاتيا بل قوة لبنانية موحدة باشراف الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

ومن خلال تأسيس هذه المقاومة واطلاقها يمكن ان تقدم الدولة اللبنانية نموذجا مهما بشأن تطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي يجري البحث حولها في مؤتمر الحوار الوطني، واذا نجحت التجربة يمكن عندها دعوة حزب الله ومناصريه وكوادره للانضمام الى هذه المقاومة وتتحول المقاومة الاسلامية الى جزء من المقاومة اللبنانية الشعبية والموحدة وبذلك ننهي احدى اهم الاشكالات التي تواجه لبنان واللبنانيين منذ عدة سنوات ونرد على ما يطرحه الكثيرون من اشكالات وملاحظات حول وجود المقاومة الاسلامية ودورها وكونها تضم الشيعة فقط ، كما نمهد لانسحاب حزب الله من سوريا وتصبح الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية الشعيبية الموحدة هم المعنيون بحماية لبنان وحدوده.

كما ان هذه المقاومة اللبنانية الشعبية اذا اطلقت باشراف الدولة اللبنانية تستطيع اعادة استنهاض روح الانتماء الوطني اللبناني وتساهم في توحيد الموقف اللبناني وتستوعب الاف الشباب والشابات الذين يريدون الدفاع عن وطنهم في وجه هذا الخطر الكبير من التطرف والقتل والذي تمثله داعش واخواتها، ولقد كشفت معركة غزة الاخيرة اهمية دور المقاومة الشعبية في مقاومة المحتل ، كما كشفت التطورات في العراق وسوريا ان الجيوش النظامية غير قادرة لوحدها على مقاومة خطر التنظيمات المتطرفة ولا بد من وجود قوى شعبية الى جانبها.

ان هذا المشروع هو اقتراح خاص ولا يعبر عن رأي اي فريق سياسي او حزبي وهو مستخلص من المعطيات المتوفرة حول خطر داعش واخواتها ومن المعطيات التي تؤكد ان الاجهزة العسكرية والامنية اللبناية الرسمية غير قادرة على المواجهة لوحدها ولا بد من اطلاق مشروع شعبي واسع وشامل لحماية لبنان وحدوده ومناطقه.

وهذا الاقتراح للدرس والنقاش وهو لا يدعو الى الامن الذاتي او تشكيل لجان محلية ذاتية بل يدعو لمقاومة لبنانية موحدة وشعبية وشاملة تحت اشراف الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

قاسم قصير