الرجل المناسب في المكان المناسب .هي معادلة تختصر الكثيرمن الاخطاء والمعاناة والخسارة .فعلى المستوى النظري هي معادلة منطقية جدا وتفرض نفسها كأمرواقع يدخل في تفاصيل الحياة اليومية وكعرف تتنامى في حركة المجتمع الراقي وتتحول الى قانون تعتمده الأجهزة في اختيارالرجل المناسب للامساك بالمؤسسات لتكون عاملا فاعلا من عوامل النجاح والتطور..اماعلى مستوى التطببق فيبدوالامراكثرصعوبة واكثرتعقيدا وربما شبه مستحيل في بعض المؤسسات وخصوصا في ألمؤسسات الدينية.
واذا كان الخلل في هذه المعادلة في بعض المؤسسات العامة والمؤسسات المدنية يقود الى نتائج سلبية يمكن الحد منها بأجراء بعض الاصلاحات واستبدال الرجل غيرالمناسب بالرجل الانسب.الا انه في المؤسسة الدينية فان الخلل في هذه المعادلة يترتب عليه نتائج كارثية ينعكس ضررا يصل الى حدود الخطورة ليس على الرجل المخل نفسه ولاعلى المؤسسة التي يعمل فيها فحسب بل ان الخطورة تنعكس على الدين الذي يستظل بظله.ففي كل سلك سياسي اوعسكري اوإقتصادي اوامني اومدني عناصر كفوءة وعناصر لا تمتلك الكفاءة المطلوبة وهذا يبدو طببعيا.لكن الامرالغير طبيعي هوان الحصانة التي يتمتع بها رجل الدين كونه ناطقا باسم الدين وباسم الاله المقدس تجعل من كلامه وتصرفاته ليست محسوبة عليه فقط بل على الفكر الذي يدعواليه والخط الديني الذي يسيرعليه.وهذا يجعل الخلل في تكوينه الشخصي والمعرفي والثقافي بمجال اختصاصه ذا نتائج مؤذية ووخيمة.ويبلغ الاذى مداه في هذه الظروف الخطيرة التي تعيشها المجتمعات العربية حيث بلغت الاصوليات الدينية درجة الهمجية.الامر الذي يتطلب من رجل الدين ان يكون اكثرمرونة واكثراعتدالا في خطابه السياسي وخصوصا رجل الدين الذي يتبوء منصبا حساسا وذا فاعلية ويقود طائفته من خلاله.
وفي الامورالعادية فان التقدم لأي وظيفة يتطلب مؤهلات ومهارات تناسب هذه الوظيفة وخاضعة لأجهزة مراقبة ومحاسبة.لكن مع الوظيفة في السلك الديني فالامرمختلف تماما فيكفي للراغب بالدخول في هذا السلك قرارا يتخذه دونما الحاجة لاية مؤهلات خصوصا وان هناك مؤسسات حزبية بحاجة الى شرعية دينية لقراراتها فتفتح المجال لهؤلاء الراغبين بالتعمم فلا يتطلب منهم غيرالزي الديني فقط دونما الحاجة لاي ثقافة وطبعا مع تقديم بعض المغريات المادية والمعنوية..واذا كان في بعض المؤسسات الدينية الرسمية حد ادنى من المساءلة والمراقبة والمحاسبة على السلوك والثقافة الا انه في المؤسسات الدينية ذات الاتجاهات الحزبية والتي تفتقد الى الحد الادنى من الضوابط فليس هناك لاحسيب ولارقيب حتى تبلغ الامورحد الفلتان وخصوصا من البعض الذين يستغلون الدين لمرامي واهداف مادية ومعنوية شخصية.فعندها يتحول الدين الى تجارة رابحة ورجل الدين الى تاجر ماهر وهذا مما يعرض الدين ورجاله لانتقادات حادة ولاتهامات مسيئة وحتى للسخرية والاستهزاء .
وعليه وألحق يقال فالعمامة لاتصنع رجل دين وبضعة امتار من القماش الابيض ولاحتى الاسود يمكن لها ان تصنع قادة للامة..

 طانيوس علي وهبي