وكأنه كتب على الشعب العراقي ان يدفع دائما اثمانا باهظة بسبب السياسات الرهناء التي يعتمدها حكامه والتي تعتمد اساسا على مبدأ الديكتاتورية والتفرد بالحكم والغاء الحياة السياسية واحتكار كل السلطات التنفيذية ونهب موارد البلد وتمدد اخطبوط الفساد ليطال كل المؤسسات.  وكأن الشعب العراقي لم يكفيه ما عاناه من نظام صدام حسين من قتل وتشريد واجرام وسجون وفساد ليتوج مرحلة حكمه بقرار ارعن استجلب القوات الاميريكية التي قامت بتدمير العراق ونهب ثرواته والقضاء على كافة مقومات الحياة فيه ....فالعراق لم يكفيه ما عاشه من معاناة ومأساة ومصائب وترهيب وتضييق على المواطنين في عهد صدام حسين حتى اتاه  نوري المالكي ليقضي على ماتبقى من حرية ووحدة للشعب حيث عمل على تفتيت كافة مكونات المجتمع العراقي وتمزيقه مذهبيا وطائفيا وقوميا وتحويله الى اشلاء تتناتشها العصبيات والزعامات والكراهيات .فالعراق بلد الرافدين والذي يمتلك اكبر ثروة مائية تروي كافة اراضيه الخصبة والعراق الذي يمتلك اكبر احتياط نفطي ,وبغداد عاصمة العباسيين وعاصمة هارون الرشيد هذا البلد يتحول في عهد المالكي الى بلد مدمر تسيطر عليه الفوضى الامنية التي تحصد عشرات القتلى والجرحى يوميا,والشعب العراقي يتحول الى شعب جائع يستجدي لقمة العيش على قارعة طريق القوافل التي تأتي لزيارة العتبات المقدسة ,ومع كل هذا فالمالكي يتشبث بالسلطة ويعترض على قرار الرئيس العراقي بتكليف خلفا له مدعيا بأن هذا القرار غير دستوري علما بأنه هو من حول الدستور الى خرقة ممزقة . والغريب ان المالكي لا يريد ان يصدق انه خسر حلفائه الخارجيين اميركا وايران وخسر حلفائه في الداخل وخسر الشارعين السني والشيعي ......واخيرا لم يبق امام المالكي الا ان يسمع وبامعان قول ناصح امين ...(نوري المالكي ارحل بهدوء وسلام ,فلو دامت لغيرك ما آلت اليك والعدل اساس الملك وانت لم تكن عادلا فارحل قبل فوات والزنزانة التي اتسعت لصدام حسين لن تضيق بك ,فاليوم قد تجد مكانا آمنا تلجأ اليه والا فحبل المشنقة لا زال متدليا ينتظر امثالك وانت تعرف اكثر من غيرك ما هو مصير الدكتاتوريات الظالمة ..........

                                                   طانيوس علي وهبي