عاد سعد الحريري ومعه مليار دولار لدعم الجيش  ولخوض الانتخابات النيابية  ومعه أيضاً أكثر من مال "قارون" وبما لا يُقدّر بثمن الا وهو الكنز السعودي والملكي تحديداً في مرحلة تراجع فيه الدور الايراني القوي بعد استضعافه في العراق وتمزيق أوصاله من" الموصل " وصولاً للحدود الايرانية . تأتي عودة سعد الحريري من بوابة أزمة "عرسال " وقتال الارهابيين "الداعشيين " أو غيرهم من "الجهاديين " في ظل أزمة رئاسية مستفحلة تحتاج الرئيس الحريري لوصول رئيس بسلام الى قصر الرئاسة وفي ظلّ تحسّس سُني من غُبن لاحق بطائفة متهمة ومن ممارسة مسيئة لها بحسب ايمان الكثيرين من أبناء ونخب أهل الجماعة والسُنة وفي ظلّ هبوط اضطراري لمعنويات فريق الرابع عشر من آذار على أعتاب فريق الثامن من آذار منذ القمصان السود وهروب الحريري الى خارج البلاد ليقود مرحلة باردة لقوى مختبئة في جحور الطوائف . ربما خاف البعض من مجيء الحريري وانتابه ذعر طائفي وآخر سياسي واهتجس من شخص يملك رأسمال سياسي وطائفي يجعل منه منافس حقيقي له بعد فراغ جعل من الميدان في لبنان مفتوحاً لاستعرض واحد لا أكثر واعتاد أن يرى نفسه في مرآة الزعامة اللبنانية ولا يرى أحداً من شخصيات لا تملك مواهب الزعامة ولكنها تملك مال الزعامة . لهذا ستستفيق زعامات 8آذار على "تغريدة " زعامة سعد الحريري بطريقة استعراضية تُذكر المهيّصين للحريري بحضورها الذي لا يوازن  ولا يُقارن لا بسعد ولا بغيره من القيادات المعلبة والمستوردة . ويبقى السؤال المطروح منذ خروج سورية من لبنان : ماذا يستطيع أن يفعل سعد الحريري وحلفه من قوى 8آذار في ظلّ قوّة مفرطة لقوى8آذار ؟ يبدو الجواب هو هو  لا شيء جديد سوى التقاطع على مصالح مشتركة على شاكلة الحكومة السلامية وامكانية ذلك كبيرة طالما أن الرئيس سعد الحريري حاضر لمقايضة السلطة بكل شيء ودون وضع خطوط حمراء على أيّ عنوان خلافي سواء أكان داخلياً أم خارجياً سطحيّاً أم عميقاً وطالما أن المملكة مقتنعة بضرورة ابقاء لبنان حيادياً وبعيداً عن حربيّ سورية والعراق . أعتقد بأن مساحة التلاقي داخلياً لم تعد شاغرة وثمّة مسالمة سعدية اعتدالية تعطي حزب الله في لبنان ما يريده وتأخذ  منه ما تريده  في سورية لأن المعادلة هناك هي التي تحدد أحجام الطوائف والأحزاب ومنطقيّ السيطرة والغلبة في الدولة وخارجها . لعب سعد الحريري لعبة لعبها الكبار من قبله وكانت لهم نهاية لايحسدون عليها فاللعب مع الاسلاميين أو بهم لعبة حدّها السيف.