لا تزال المساعي الحميدة التي اطلقتها هيئة علماء المسلمين للتفاوض بين الجيشش اللبناني والمسلحين مستمرة وقد انطلق منذ قليل موكب الهيئة من اللبوة الى عرسال لنقل مطالب الجيش اللبناني الى المسلحين على امل الاستجابة وتجنيب المنطقة مزيدا من القتال والدماء .
يأتي ذلك ضمن مساع عديدة يقوم بها بعض الوسطاء ايضا لمحاولة التهدئة وعدم تصاعد وتيرة المواجهات بين الجيش والمسلحين .
وبالنظر الى الوقائع السياسية والميدانية حول هذه الأحداث فإن هذه المفاوضات والمساعي يجب أن لا تتوقف ويجب تسهيل مهمة المفاوضين للوصول إلى نتائج إيجابية سريعة تضع حدا لهذه الأزمة , كما يجب أن لا تكون هذه المفاوضات على حساب الجيش والمؤسسة العسكرية لا من قريب ولا من بعيد ويجب ان تحافظ بالدرجة الاولى على هيبة الجيش وتحترم دماء الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة المشرفة التي خاضها الجيش دفاعا عن لبنان بوجه الإرهاب .
وفي السياسة فإن هذه المفاوضات يجب أن يكون هدفها الأساسي المحافظة على الجيش ومؤسستنا العسكرية ومنع استدراجه من قبل المسلحين لأي مواجهة  غير معلومة النتائج وبالتاكيد ستكون مواجهة صعبة وشاقة وطويلة الامد  خصوصا وأن الجيش لا يملك من العتاد العسكري والقدرات التسليحية ما يكفي لخوض هذه المواجهة ,لذا فإن إخراج الجيش من هذا الفخ الذي استُدرج إليه عبر هذه المفاوضات من شأنه المحافظة على الجيش وإخراجه وكل الدولة اللبنانية من هذه الدوامة مع الارهاب ,وفي هذا السياق ندعو إلى توسيع دائرة التفاوض لتشمل أيضا الإخوة في حزب الله وقد يكون بالإمكان الوصول إلى تفاهم بين حزب الله والمسلحين من داعش وجبهة النصرة  لتجنيب منطقة البقاع خطر المواجهات المرتقبة بين الطرفين ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى إخراج لبنان من دائرة الصراع مع الارهابيين وإبعاد شبح النار من الدخول الى لبنان بشكل كامل مع ضمانات يمكن الحصول عليها من المسلحين والمعارضة السورية لعدم التعرض للجيش اللبناني بأي شكل من الأشكال وعدم التمدد إلى داخل الحدود اللبنانية .